داعية إسلامي : الصيام ترويض للنفس على الطاعة وتقوية الإرادة

يُعتبر الصيام من العبادات التي تجمع بين البعد الجسدي والروحي، حيث لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يمتد ليشمل تهذيب النفس وتصفية القلب من الشوائب.
وخلال حلقة من برنامج “فاسألوا” على قناة “أزهري”، تحدث الشيخ علاء جمال، الداعية الإسلامي، عن مراتب الصيام، والتي تنقسم إلى ثلاث درجات رئيسية.
وأوضح أن الصيام العادي، أو “صوم العوام”، يقتصر على الامتناع عن شهوتي البطن والفرج، لكنه لا يمنع الشخص من الانشغال بأمور الحياة اليومية.
أما “صوم الخواص”، فهو يتطلب كف الجوارح عن المعاصي، بما في ذلك السمع والبصر واللسان، والابتعاد عن الغيبة والنميمة. أما أعلى مراتب الصيام، فهو “صيام خواص الخواص”، وهو خاص بأولياء الله والأنبياء، حيث يصفو القلب من كل ما سوى الله، ويعيش الإنسان في حالة روحانية عالية.
وأشار الشيخ علاء جمال إلى أن الإنسان يجب أن يسعى للوصول إلى أعلى المراتب من خلال التركيز على العبادات، ومجاهدة النفس، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
كما أكد أن الله خلق الناس متفاوتين في درجاتهم الإيمانية، لكن يمكن لكل مسلم أن يسعى للارتقاء من خلال المجاهدة والالتزام بتعاليم الدين.
كما استشهد الداعية الإسلامي بأقوال الإمام أبو حامد الغزالي، الذي يرى أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو ترويض للنفس على الطاعة، وتقوية الإرادة، والبعد عن المحرمات، مؤكدًا أن أعلى المراتب تتحقق عندما يصبح الإنسان حاضر القلب مع الله طوال الوقت.
وختم حديثه بالدعوة إلى استثمار شهر رمضان في الأعمال الصالحة، والتقرب إلى الله بالأذكار، والابتعاد عن كل ما يشغل القلب عن العبادة، مشيرًا إلى أن الصيام فرصة عظيمة لتنقية الروح والارتقاء بالنفس.