الثلاثاء 15 أبريل 2025 04:39 مـ 16 شوال 1446 هـ
قضية رأي عام
رئيس مجلس الإدارة هشام ابراهيم رئيس التحرير محمد صلاح
×

دكتور ميريت رستم تكتب.. بحر‎ البقر وأطفال غزة … جرح لا يندمل في الذاكرة

الأربعاء 9 أبريل 2025 07:54 مـ 10 شوال 1446 هـ
دكتور ميريت رستم
دكتور ميريت رستم

بحر‎ البقر وأطفال غزة … جرح لا يندمل في الذاكرة
مجزره مدرسة بحر البقر هي واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين في مصر خلال فترة حرب الاستنزاف، وتحديدا في يوم 8 أبريل 1970 ، حيث تم استهداف المدرسة الواقعة في قرية بحر البقر التابعة لمركز ديروط في محافظة الشرقية من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية ، في ذلك اليوم، قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف المدرسة أثناء تواجد الطلاب فيها، مما أسفر عن استشهاد 30 طفلاً وإصابة العديد منهم. كان معظم الضحايا من التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي، الذين كانوا يدرسون في فصولهم داخل المدرسة. الهجوم كان عملا إجراميا يستهدف المدنيين الأبرياء، وكان جزءًا من سياسة إسرائيلية تهدف إلى ترهيب الشعب المصري والضغط عليه خلال فترة حرب الاستنزاف.
تعد هذه المجزرة من أبشع الأعمال الوحشية التي ارتكبت في تاريخ الحروب، حيث تم استهداف الأطفال الأبرياء في مؤسسة تعليمية، وهو ما جعل الحادثة تثير صدمة عالمية في ذلك الوقت. كان الهجوم بلا مبرر عسكري، وأدى إلى استنكار واسع على الصعيدين المحلي والدولي.

فهي جريمة حرب لا تُنسى، وهي تحاكي ما يحدث الآن في غزة رغم مرور عقود عليها ، حيث تقصف الطائرات الإسرائيلية المدارس والملاجئ والمستشفيات، ويستمر استهداف المدنيين الأبرياء دون تمييز.

في كلا الحدثين، نجد أن الأطفال هم الأكثر تضرراً. في بحر البقر، أرواحهم زهقت على يد الطائرات الاسرائيلية واليوم تعاني الأطفال في غزه من القصف المستمر، ومن الدمار، ومن نقص المواد الأساسية التي تضمن لهم الحياة الكريمة .
أن العدوان لا يميز بين الأسلحة ولا بين الأجيال، ولا يفرق بين مكان وزمان. في كل منهما حصار طويل الأمد، وحياة تدمر وأحلام تتبخر ، ولكن الأمر المشترك من كل هذه المآسي هو أن دماء الأطفال لا يجب أن تذهب سدى، وأن العالم مطالب بالوقوف ضد استهداف الأبرياء .
الأمل في المستقبل يبقى في العدالة والاعتراف بالحق ، وأن تستمر الأصوات في المطالبة بحقوق هؤلاء الأطفال في العيش بسلام وأمان بعيداً عن الحروب والمجازر.

وها نحن اليوم نستذكر مجزرة بحر البقر، التي أصبحت تاريخًا محفورًا في ذاكرة الأجيال راح ضحيتها أطفال أبرياء، في لحظةٍ سقطوا وسقطت معهم أحلامهم التي دفنت تحت الأنقاض، بلا صوتٍ أو دمعة نحن لن ننسى، ولن نغفر ففي ذاكرة الزمن، تبقى الذكرى معلقة لمدرسة كانت دربًا للعلم وأصبحت ترابا تحت الأنقاض لكن رغم الألم، تبقى الأرواح شامخة في السماء ، لا يغيب صدى صوتها،
إرث هذه الحادثة لا يزال حاضراً في الذاكرة الوطنية للمصريين وأصبحت جزءاً من التاريخ الوطني المصري
وستظل الحقيقة تُردد فهناك من ظَلَم واخر ظُلم ولكن الحق لا يموت، والعدالة ستبقى شهادة على من قتلوا الأحلام في عيون الأطفال الأبرياء ، سلاما علي ارواحهم الطاهره وسنظل نذكركم دائمًا ما حيينا.

ستظل مصر ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية بكل قوة على مختلف الأصعدة، إذ تمثل هذه القضية جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها الإقليمية والدولية. على مر السنوات، ولقد أثبتت مصر قدرتها على التوسط والضغط في سبيل إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة
كما تواصل مصر مساعيها لإبراز القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، إيمانًا منها بأن وحدة الفلسطينيين هي السبيل لتحقيق أهدافهم الوطنية تحت القيادة السياسية لمصر، وسوف تظل القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية. مصر لم ولن تتراجع عن موقفها الثابت والمبدئي في دعم حقوق الفلسطينيين من أجل تحقيق سلام عادل وشامل،