قضية رأي عام

”تكليف إيحائي”.. محمد مخلوف يكشف سر خطير وراء إعادة تداول فيديو اغتيال السادات وعلاقته بملك الأردن والإخوان

الأربعاء 23 أبريل 2025 12:35 مـ 24 شوال 1446 هـ


معلقاً على فيديو اغتيال السادات.. محمد مخلوف: رسالة تهديد مبطن من الإخوان "وتكليف إيحائي" ضد ملك الأردن بعد ضبط خلية الصواريخ


اتهم خبير شئون الأمن القومي المصري، الكاتب الصحافي بأخبار اليوم محمد مخلوف، التنظيم الدولي للإخوان، بأنه يقف وراء تداول الفيديو القديم المتداول حالياً لعملية اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، موضحاً أن توقيت احياء الفيديو فجأة لم يكن عشوائياً، فبث هذا المشهد تحديداً، دون ظهور لحظة إطلاق النار، وبصورة تستدعي التأمل، لا يحمل فقط رسالة تذكير بمصير السادات الذي وقّع معاهدة السلام مع إسرائيل، بل يحمل ما هو أبعد من ذلك، وهي في تقديري رسالة تهديد مبطن للملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، بعد ضبط خلية الصواريخ الإخوانية، فهذه الطريقة هي أسلوب "التكليف الإيحائي" الذي يستخدمه التنظيم الدولي، لإعادة إنتاج وقائع تاريخية وعرضها بصيغة قابلة للتكرار .

أوضح محمد مخلوف، أنه لا يستبعد أن يكون من بين رسائل وأهداف هذا الفيديو، تهديد ضمني لمصر وقيادتها السياسية، من خلال تكليف إيحائي بإعادة التذكير بحدث سابق وإمكانية تكراره في مصر بإعتبار ذلك الحل الوحيد لزعزعة الاستقرار في البلاد، بعد فشل العديد من المحاولات، في ظل يقظة الجيش المصري وصعوبة اختراق الحدود المصرية، كما إن تنويع مصادر التسليح للقوات المسلحة المصرية، وتميزها في التصنيع العسكري، جعل ورقة الضغط الخاصة بالتسليح والمساعدات العسكرية من احدى الدول الغربية ضعيفة، فيحاول أن يكون الاستهداف من الداخل، لكن مصر وقيادتها السياسية وشعبها وجيشها على وعي بكافة المخططات التي تحاك بالوطن ، اضافة إلى أن التلاحم الشعبي بين المصريين والاصطفاف خلف مؤسسات الدولة وقيادتها يدحض هذه المخططات .

أشار مخلوف، إلى أن الرئيس المصري الأسبق السادات، الذي واجه الإخوان بصرامة، ووقّع اتفاقية كامب ديفيد، انتهى مشهد حياته في وضح النهار وأمام الكاميرات، برصاص من ظنّ أنهم خرجوا من عباءة الجماعة، واليوم، وبعد مرور أكثر من أربعين عاماً، يُعاد إحياء تلك اللحظة وكأنها "رسالة مشفّرة"، في ظل مناخ سياسي ساخن بالأردن، حيث ترتفع الأصوات لحظر جماعة الإخوان المسلمين بواجهتها السياسية – حزب جبهة العمل الإسلامي.

العدو واحد.. والتهديد مستمر

أوضح مخلوف، أن السادات والملك عبد الله، كلاهما واجها عدواً مشتركاً، وهو جماعة الإخوان المسلمين، فالسادات دفع حياته ثمناً لكسر احتكارهم للخطاب الديني، وملك الأردن اليوم يقف في مواجهة أكثر تعقيداً، حيث تمتد أذرع الجماعة داخل المجتمع الأردني وفي محيطه الإقليمي، فالمعاهدة الأردنية الإسرائيلية، التي تم توقيعها في 1994 بوادي عربة، أعادت رسم المشهد الجيوسياسي في المنطقة، تماماً كما فعلت كامب ديفيد قبلها بسنوات، لكن الجماعة، التي لم تغفر للسادات خطوته، لم تغفر للأردن أيضاً، وهي اليوم تقف على عتبة المواجهة مرة أخرى، بعد أن ضاق بها الشارع، وضاقت بها الدولة.

رسالة التحذير إلى جلالة الملك

وتابع مخلوف، عقب انتشار الفيديو القديم المعاد تداوله حديثاً، تواصلت مع مدير مكافحة الإرهاب والنشاط المتطرف الأسبق بجهاز الأمن الوطني المصري، اللواء عادل عزب، لإنه يتمتع بخبرة كبيرة من خلال عمله ومتابعته لهذه الجماعة الإرهابية لسنوات طويلة وعلى دراية بأساليبهم المختلفة، وجدته يتفق معي في تحليلي السابق، وزاد عليه أنه قد لا يكون بث فيديو السادات مصادفة، بل هو من إنتاج ماكينة إلكترونية تديرها الجماعة أو من يدور في فلكها، والهدف واضح، وهو تخويف القيادة الأردنية من السير في الطريق ذاته، لكن ما يجب أن يُقرأ جيداً، هو أن تلك الرسائل المسمومة ليست سوى تأكيد على صواب الاتجاه، فحين تصرخ الجماعة، فهذا يعني أنها تلقت ضربة مؤلمة، وعليه، فإن قرار حظر الحزب لا يجب أن يتم التراجع عنه، بل يُستكمل بحذر ويقظة، مع تعزيز المنظومة الأمنية والقانونية، تماماً كما استكمل السادات طريقه حتى اللحظة الأخيرة، فالثمن باهظ، لكن الصمت عنه أكثر كلفة وخطراً على البلاد.

اختتم مخلوف تصريحاته قائلاً " اغتيال السادات تم على يد عناصر من “الجماعة الإسلامية” بتواطؤ فكري من بعض المحسوبين على الإخوان. فتح الملف الآن قد يكون ضمن موجة لفضح العلاقة التاريخية بين هذه التيارات والعنف، خصوصاً مع المطالبات الأخيرة بحظر بعض الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في الأردن ومناطق أخرى، فهي تذكرة بقوة الأحداث التاريخية على تشكيل الذاكرة الجمعية ، ففي حالة اغتيال السادات،فقد إجتمع التاريخ مع الحاضر في مشهد واحد أعاد للأذهان درساً قديماً مفاداه أن القرارات المصيرية قد تغيّر مسار أمة لكنها قد تستجلب خصومات خطيرة حتى من أقرب الدوائر – وهو درس لا يجب أن يغيب عن ذهن أي قيادة سياسية في المنطقة.