«درع الافريقية».. رجل الأمن الذي صدّ زجاجات الغضب

في زمنٍ تتطاير فيه زجاجات الغضب قبل أن تهدأ حرارة الهزيمة، خطف رجل أمن من "المجموعة الإفريقية" الأضواء لا بصرخةٍ ولا تصريح، بل بحركة واحدة هادئة رسمت صورة للأمان وسط العاصفة.
ففي مشهدٍ التقطته عدسة عابرة، بدا وكأن الزمن توقّف لثوانٍ، عندما تمددت يد رجل الأمن لتكون بين المدير الفني للنادي الأهلي، مارسيل كولر، وبين سيلٍ من زجاجات المياه الفارغة التي قُذفت من المدرجات، بعد خروج الأهلي من بطولة إفريقيا، وتحميل الجماهير للمدرب مسؤولية الخروج المؤلم.
لم يكن هذا مجرد تصرّف روتيني لرجل أمن يؤدي عمله، بل لوحة ناطقة بالاحترافية، رسمت بملامح الهدوء والانضباط، وسط ضجيج الجماهير وانفعالات اللحظة.
ظهر رجل الأمن وكأنه «درع»، يصدّ السخط بحكمة، ويقود كولر إلى برّ الأمان بعيداً عن فوهة الانفجار.
انتشرت الصورة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل، وتحوّل رجل الأمن إلى بطل من نوع خاص، لا يحمل شارة كابتن، بل شارة ثقة.
أشاد المغردون والمعلّقون بسرعة بديهته وانضباطه، ورأى كثيرون فيها انعكاساً لجودة "المجموعة الإفريقية" في إعداد كوادرها، وتدريبها على التعامل مع أصعب اللحظات.
بينما غابت الأهداف عن الشباك، سجّل أمن المجموعة الافريقية هدفاً في قلوب الجمهور: الأمن المحترف لا يُصفق له فقط، بل يُحترم.