محمد الزهار يكتب: شمال وشرق إفريقيا بين الانقسامات السياسية وآفاق التنمية الاقتصادية
قال الدكتور محمد الزهار، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن منطقة شمال وشرق إفريقيا تشهد تحولات سياسية واقتصادية وأمنية معقدة، تتطلب تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، مؤكدا الأزمات في دول مثل ليبيا، تونس، إثيوبيا، والصومال لا تزال تؤثر على المشهد العام، مشيرًا إلى وجود فرص للتقدم رغم التحديات المستمرة.
شمال إفريقيا: أزمات سياسية وفرص اقتصادية
أشار الزهار في بيان له، إلى أن استمرار الانقسام بين حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من البرلمان يُبقي ليبيا في حالة من الجمود السياسي، لافتا إلى أن غياب جدول زمني واضح للانتخابات يعمق الأزمة.
تونس: تداعيات الاحتجاجات الاقتصادية
وصف الدكتور الزهار الاحتجاجات الشعبية قي تونس ضد الإصلاحات الاقتصادية المرتبطة بصندوق النقد الدولي بأنها "مؤشر خطير"، داعيًا إلى حوار وطني شامل لتجنب تصاعد الأزمة.
الجزائر والمغرب: تنافس إقليمي وتصاعد التوترات
أوضح أن الجزائر تسعى لتعزيز دورها الإقليمي في منطقة الساحل والصحراء، بينما يتصاعد التوتر مع المغرب بسبب الصحراء الغربية، وفي المقابل، تحقق المغرب قفزات اقتصادية من خلال صادرات الفوسفات والمنتجات الزراعية.
شرق إفريقيا: هدوء نسبي وصراعات متجددة
أشار الزهار إلى أن اتفاق السلام في تيغراي يعد خطوة إيجابية، لكنه شدد على أن الخلافات حول سد النهضة مع مصر والسودان لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا.
الصومال: الإرهاب والجفاف في مواجهة الاستقرار
أكد أن تصاعد هجمات حركة الشباب وموجات الجفاف يزيدان من تعقيد الوضع في الصومال، مما يتطلب دعمًا دوليًا إضافيًا لتخفيف الأعباء الإنسانية.
كينيا: نموذج للاستقرار النسبي
أشاد الزهار بخطط التنمية المستدامة التي أطلقتها الحكومة الكينية عقب الانتخابات، مع التركيز على الطاقة المتجددة والسياحة.
أزمات إقليمية وتأثيرها على التنمية
واعتبر الزهار أن الصراعات الإقليمية، مثل التوترات في غزة ولبنان، تؤثر بشكل كبير على اقتصادات المنطقة، داعيًا إلى تعزيز الدبلوماسية الإقليمية لتحقيق السلام والاستقرار. وأضاف أن القضايا الصحية، مثل مكافحة الأوبئة، تحتاج إلى تعاون أكبر بين الدول الإفريقية ومنظمات الصحة العالمية.
الزهار: إفريقيا أمام مفترق طرق
اختتم الدكتور الزهار تصريحه بالتأكيد على أن القارة الإفريقية تمتلك إمكانيات هائلة للنمو، لكنها تحتاج إلى إدارة فعالة للصراعات، استثمارات مستدامة، وشراكات استراتيجية مع المجتمع الدولي. وقال:
"الاستقرار السياسي والاقتصادي في إفريقيا يعتمد على قدرة دولها على تحويل الأزمات إلى فرص، وهذا يتطلب إرادة سياسية قوية وإجراءات جماعية."