العشاء الأخير.. حكاية شاب أنهى حياة صديقه بالقاهرة: «قتلته وقطعته في 4 ساعات»
انس محمد قضية رأي عامصباح الخميس الماضي، عثر عدد من أهالى منطقة المرج، شرق محافظة القاهرة، على أشلاء آدمية، داخل صندوق قمامة، بالمنطقة، وأبلغوا قسم شرطة المرج بالتفاصيل، وكانت عقارب الساعة، تشير إلى السادسة صباحا، عندما حضر فريق من المباحث إلى مكان المباحث، وأيضا محقق النيابة العامة، والأدلة الجنائية.
وتبين من خلال الفحص والمعاينة المبدئية، أن الأشلاء عبارة عن: «ذراعين وساقين».. وتبين اختفاء باقي الجثمان، ومنذ ورد البلاغ، وبدا فريق التحقيق من الجهات المختصة فى الفحص والتحرى، حتى تمكن من فك اللغز بعد مرور 6 أيام على الواقعة، وجاءت التفاصيل من خلال تحريات وتحقيقات المباحث والنيابة العامة، واعترافات المتهمين كالتالي:
ذراعان وساقين
بمجرد حضور فريق من مباحث قسم شرطة المرج، وإدارة البحث الجنائي، بمديرية أمن القاهرة، ومحقق النيابة إلى مسرح الجريمة، كان المشهد كالتالي:
«تم فرض كرودنا أمنيا فى محيط العثور على أشلاء الجثة، وبدأ محقق النيابة فى مناظرة أشلاء الجثمان، الذي أكد أن الاشلاء -ذراعين- ساقين- لشاب ذكر، في العقد الثالث من عمره، وأن أداة الجريمة، عبارة عن منشار أو ألة حادة، نظرا لطريقة فصل الأشلاء عن باقي أجزاء الجثمان، وقرر عرض الأشلاء على الطب الشرعي، لتشريحها لبيان أسباب الوفاة».
بينما كان المحقق يناظر أشلاء الجثة، حضر اللواء محمد عبد الله مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، إلى مسرح الجريمة، وكان بصحبته مفتشي الأمن العام، ومباحث شرق القاهرة، وبدأ في شرح خطة البحث والتحري أمام الضباط، خطة البحث والتحري، لكشف ملابسات الواقعة، التي استهدفت الآتي:
«فحص بلاغات التغيب في منطقة المرج والمناطق القريبة منها، فحص كاميرات المحلات القريبة من مكان إلقاء الأشلاء، وأيضا فحص كاميرات الطريق الدائري، مناقشة رواد المنطقة، ومناقشة عدد من سائقي السيارات -طريق المرج- المطرية- عين شمس، للوصول إلى معلومات تقود فريق البحث إلى تحديد هوية المجني عليه».
المجني عليه سائق توك توك
بمجرد انتهاء اللواء محمد عبد الله، من استعراض خطة البحث، انطلقت عدة مأمويات من المباحث، استهدفت فحص كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات والطريق الدائري، وفريق استهدف فحص ومناقشة عددا من رواد المنطقة وسائقي السيارات، وفريق آخر بدأ في فحص بلاغات التغيب في أقسام المرج والمطرية وعين شمس، وفحصت القوات عدد من كاميرات المراقبة.
وناقشت قرابة 35 شخصا، ولم تتوصل إلى أي معلومات تقود فريق البحث إلى تحديد هوية المجني عليه، أو صور للجناة أثناء التخلص من أشلاء الجثة، وأثناء فحص بلاغات التغيب، توصلت القوات إلى أن هناك بلاغا في قسم عين شمس، لشاب في العقد الثالث، يعمل سائق توك توك، وله معلومات جنائية، واستدعت القوات أسرة الشاب المتغيب، وأجرت لها تحليل «dna» مع الأشلاء، لبيان عما إذا كان الشاب المتغيب من عدمه.
وأثناء ذلك، فحصت القوات خط سيره وآخر، وتبين أنه صعد إلى عقار بالمنطقة بصحبة شابين، ولم يظهر منذ ذلك التوقيت، وبعد قرابة 4 ساعات، نزل الشابين، وكان أحدهما يحمل «أكياس بلاستيك سوداء اللون».. وتحرك بها تجاه منطقة المرج.
وعلى الفور، تم عرض المعلومات والتحريات وصور الكاميرات، على اللواء محمد عبد الله، مدير مباحث القاهرة، وتم استئذان النيابة العامة، لضبط المشتبه فيهم، وبعد مرور 3 ساعات، ألقى القبض على المشتبه فيهم، واعترف بالتخلص من المجنى عليه -سائق توك توك- وتقطيع جسده لـ3 أجزاء بسبب خلافات بينهم.
العشاء الأخير
وجاء فى محضر الشرطة، أن المتهمين اعترفا بارتكاب الواقعة، إذ قال المتهم الرئيسى -سائق- 26 سنة: «قتلته وقطعت لحمه في 4 ساعات.. كان يستاهل.. ضربني قدام الناس».
وكشف عن التفاصيل كاملة قائلا: «إنه تربطه صداقة بالمجني عليه منذ عدة سنوات، وأنه حصلت بينهما خلافات، وتعدى عليه المجني عليه بالشتائم والضرب، فقرر الانتقام منه».
وأضاف أثناء استجوابه في محضر الشرطة، قائلا: «أنا اتفقت مع المتهم التاني على الجريمة، وقلت للمجنى عليه، تعالى أنا هعزمك على العشاء، وجبنا كشري وحواوشي، وطلعنا فوق سطح العمارة، وهو بياكل، ضربناه على دماغه، لحد ما مات، وبعدين جبنا منشار وساطور، وفضلنا نقطع فيه، علشان نخفي الجثة، رمينا الدراعين والرجلين فى المرج، ودفنا راسه، وباقى الجثة كانت على سطح العمارة، بس ده كل اللى حصل».
عقب الانتهاء من مناقشة المتهم الرئيسي، تم استجواب المتهم الثاني، الذي أكد ما جاء على لسان المتهم قائلا: «قتلناه وخلصنا عليه».. وتم اصطحاب المتهمين، وأرشدا على مكان دفن رأس الضحية وباقى أشلاء الجثة، وسلاح الجريمة -قطعة خشبية- منشار كهربائي، ساطور، وجرى تحريز الأسلحة المستخدمة في الجريمة، وتمت إحالة المتهمين للنيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وقررت حبس المتهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، ولا تزال التحقيقات مستمرة.