خلال لقائه الرئيس محمود عباس.. وزير الخارجية الأمريكي في رام الله: الفلسطينيون يواجهون انحسار الأمل
سماح رضا قضية رأي عامأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، بمقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة عن «حزنه»، وقدم «تعازيه» لمقتل فلسطينيين أبرياء، خلال لقائه الرئيس محمود عباس، في ختام جولة دبلوماسية، سعى خلالها لخفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واعتبر أن الفلسطينيين يواجهون «تضاؤلاً في آفاق الأمل» ويجب أن يتغير هذا، مجدداً تأكيد التزام واشنطن بحل الدولتين، في وقت تحدثت مصادر إعلامية عن أن القاهرة بدأت مساعي مكثفة لوقف التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية.
وقال بلينكن «اسمحوا لي أن أبدأ بالإعراب عن تعازينا وحزننا على مقتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم في تصعيد العنف خلال العام الماضي». وأضاف «يعاني الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء من انعدام الأمن المتزايد والخوف المتزايد في منازلهم وفي مجتمعاتهم وفي أماكن عبادتهم». وتابع «نعتقد أن من المهم اتخاذ خطوات للتخفيف من حدة التصعيد ووقف العنف وتقليل التوترات ومحاولة أيضاً خلق الأسس لمزيد من الإجراءات الإيجابية للمضي قدماً».
من جهته، قال الرئيس عباس «إن ما يحدث اليوم تتحمل مسؤوليته الحكومة الإسرائيلية.. بسبب ممارساتها التي تقوض حل الدولتين وتخالف الاتفاقيات الموقعة، وبسبب عدم بذل الجهود الدولية لتفكيك سلطة الاحتلال، وإنهاء منظومة الاستيطان، وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة». وقال عباس إن «ذلك يأتي في الوقت الذي يتم التغاضي فيه، دون رادع أو محاسبة، عن إسرائيل التي تواصل عملياتها أحادية الجانب، بما يشمل الاستيطان والضم الفعلي للأراضي واعتداءات المستوطنين واقتحام المناطق الفلسطينية وجرائم القتل وهدم المنازل». وأكد بلينكن التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، وقال إنه يعارض أي إجراءات أحادية الجانب تحول دون ذلك. وعدد بلينكن ضمن هذه الإجراءات «توسيع المستوطنات أو إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وأعمال الهدم والطرد وتغير الوضع القائم في الأماكن المقدسة وبالطبع التحريض على العنف أو الموافقة عليه».
في سياق متصل، استقبل عباس، أمس الثلاثاء، في رام الله، رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس جهاز المخابرات الأردنية أحمد حسني. وأكد عباس أهمية استمرار التنسيق مع الجانبين المصري والأردني، وأعرب عن «شكره للجهود التي تبذلها كل من مصر والأردن للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة». وبحسب مصادر إعلامية، فإن الرئيس عباس أعطى عدداً من المطالب لمدير المخابرات المصرية لنقلها للجانب الإسرائيلي، على رأسها وقف التصعيد العسكري في الضفة الغربية ووقف الاعتقالات العشوائية ووقف هدم المنازل. وبحسب المصادر، سترسل القاهرة وفداً أمنياً إلى تل أبيب لبحث وقف التصعيد ولنقل طلبات السلطة الفلسطينية ورسائل الفصائل. وأضافت المصادر أن تل أبيب تربط وقف التصعيد بوقف العمليات الفردية التي تحدث ضد مواطنيها في أماكن مختلفة. وأكدت المصادر أن مصر طالبت الفصائل الفلسطينية بضرورة عدم إطلاق الصواريخ من قطاع غزة والتزام التهدئة، وأعطتهم وعداً بأن القاهرة ستعمل على وقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية.
وكان بلينكن التقى، قبل توجهه إلى رام الله، وزير الجيش الإسرائيلي الجديد يوآف غلانت الذي أشاد «بالتعاون الأمريكي الإسرائيلي» وشكر الوزير الأمريكي على «دعمه الثابت للتفوق العسكري النوعي لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها». وفي مؤتمر صحفي عقده في القدس في ختام زيارة إلى المنطقة، قال بلينكن إنه استمع إلى «مخاوف عميقة بشأن المسار الحالي» أثناء اجتماعاته في إسرائيل والضفة الغربية، كما استمع إلى أفكار جيدة من كل الجانبين من شأن تنفيذها أن يؤدي لتهدئة الوضع.