”وكالات”: مؤسسات لبنان الدستورية مشلولة.. والدولار يحلّق دون قيود
امتد التعطيل إلى المؤسسات الدستورية اللبنانية كافة، بعد فشل مجلس النواب في عقد جلسة تشريعية لينضم إلى رئاسة الجمهورية والفراغ القائم فيها وإلى الحكومة التي شهدت 3 جلسات قاطعها فريق من الوزراء وطعنوا بقراراتها، فيما تُرك الهمُّ المعيشي على غاربه، وارتفع سعر الدولار ووصل إلى 72 ألف ليرة، وارتفعت معه أسعار كل السلع، في وقت أحيا أنصار «تيار المستقبل» وحلفاؤه في قوى 14 آذار الذكرى 18 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، بمشاركة نجله سعد الحريري، الذي تحدثت مصادر لبنانية عن أنه أبلغ أنصاره بأن عودته إلى الساحة السياسيّة غير واردة حالياً، باعتبار أن الظروف التي دفعته إلى الابتعاد ما زالت قائمة.
وبلغ التعطيل في لبنان حداً خطيراً يكاد يشمل كل المؤسسات، ولم يعد مقتصراً على الاستحقاق الرئاسي المتمادي والاجتماعات الحكومية المحكومة بالمقاطعة والطعن بالقرارات الصادرة عن أي جلسة لحكومة تصريف الأعمال، بل شمل مجلس النواب بعد إعلان أكثر من نصف المجلس مقاطعة أي جلسة في غياب الرئيس، وبالتالي فلا جلسة هذا الأسبوع كما كان متوقعاً بعد انضمام نواب التيار «الوطني الحر» إلى نواب المعارضة ال46 الذين وقعوا عريضة برفضهم المشاركة في أي جلسة في غياب رئيس الجمهورية، فيما وضع آخرون شروطاً للحضور، لكن مع هذا، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم ييأس وهو يقوم بجولة مشاورات على أن تعاود هيئة مكتب المجلس الاجتماع يوم الاثنين المقبل لإقرار جدول أعمال ضروري ومخفض بغية إقناع نواب «الوطني الحر» بالمشاركة.
وفى سياق غير متصل، أحيا لبنان الذكرى ال 18 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، لكن من دون مهرجان شعبي كما جرت العادة، واقتصر الأمر على زيارة ضريحه في وسط بيروت وقراءة الفاتحة على روحه، حيث قام نجله سعد بزيارة الضريح مع العائلة، وقرأ الفاتحة على روحه وأرواح رفاقه، وبعد ذلك توجه إلى دارته وسط بيروت، حيث قال أمام تجمع كبير من مناصريه: «أنتم ضمانة لبنان وهذا البيت سيبقى مفتوحاً وسيكمل هذا المشوار بإذن الله». كما شهد الضريح منذ ساعات الصباح، توافداً لعشرات الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والفكرية والروحية، ومنهم السفيرة الأمريكية دوروثي شيا والسفير الروسي ألكسندر روداكوف، وترافق ذلك مع تقاطر آلاف المواطنين من مختلف المناطق، الذين توافدوا لإحياء الذكرى وللترحيب بسعد الحريري. ونقلت تقارير إخبارية أن ما كان يُريد الحريري إبلاغه لكوادر تيّاره، اختصره بكلمةٍ واحدة أعادها أكثر من مرة: «أن عودته إلى الساحة السياسيّة غير واردة حالياً، باعتبار أن الظروف التي دفعته إلى الابتعاد ما زالت قائمة». وبالتالي، فإن «قرار الاعتكاف ما زال سارياً حتى إشعارٍ آخر».
إلى ذلك، تواصل إضراب المصارف للضغط لإقرار عدد من التشريعات لا سيما قانون «الكابيتال كونترول» ورفض الاستنابات القضائية بحق بعض أعضاء مجالس إدارتها بالتزامن مع ارتفاع جنوني لسعر الدولار الأمريكي الذي واصل ارتفاعه مسجلاً 73 ألف ليرة للدولار الواحد بالتزامن مع ارتفاع في أسعار المحروقات وكل السلع الاستهلاكية والأدوية.
