اشتباكات عنيفة في الخرطوم بعد نهاية هدنة اليوم الواحد بالسودان
سماح رضا قضية رأي عامتدور اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، اليوم الأحد، في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد انتهاء هدنة دامت يوماً واحداً فقط حيث استفاقت العاصمة، على أصوات تجدد القصف المدفعي والاشتباكات.
وكانت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتنتهي حالة الهدوء المؤقت الذي عاشته العاصمة لمدة 24 ساعة فقط.
وأكد شهود في الخرطوم لصحيفة الراكوبة السودانية سماع "أصوات القصف والاشتباكات بعد 10 دقائق فقط من انتهاء الهدنة".
وأشار شهود إلى سماع "قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة" في الخرطوم وضاحية أم درمان بشمال العاصمة، واشتباكات "بمختلف أنواع الأسلحة" في شارع الهواء بجنوب الخرطوم.
وأفادت مصادر محلية أنه بعد نصف ساعة من نهاية هدنة الـ24 ساعة، سُمع دوي انفجارات قوية وأصوات اشتباكات في وسط الخرطوم واشتباكات في شرق النيل، وكذلك سُمع دوي ضربات مدفعية في شمال أم درمان.
بلاغات عن مفقودين
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان طرابلسي، إن فِرق الحماية التابعة للجنة في السودان تستقبل اتصالات دائمة للإبلاغ عن حالات فقدان واختفاء لأفراد في العائلات السودانية، منذ بدء المعارك في 15 إبريل (نيسان).
وقالت طرابلسي في حديث لشبكة "بي.بي.سي" الإذاعية البريطانية إن البلاغات "لم تتوقف وهي مستمرة كل يوم".
وأوضحت أن عمليات البحث عن المفقودين المبلغ عنهم مستمرة، لكنها تواجه الكثير من العقبات في السودان، ومن أبرزها استمرار الاقتتال الذي يعيق عمليات التقصي، بالإضافة إلى شح الإمكانيات والموارد الطبية، التي تعيق عمليات التعرف على الجثامين أو انتشالها.
وخلفت الاشتباكات في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مئات القتلى والجرحى والمفقودين، إذ أودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
وانتهت صباح الأحد، الهدنة التي امتدت لـ24 بين طرفي الصراع في السودان، حيث منحت هدنة اليوم الواحد التي دخلت حيز التنفيذ، صباح السبت، سكان الخرطوم متنفّساً نادراً منذ بدء المعارك قبل نحو شهرين، ومنذ بدء النزاع في أبريل (نيسان) الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حيث أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار، سرعان ما كان يتمّ خرقه من الطرفين.
توقعات متواضعة
وجاءت توقعات السكان حيال الهدنة "متواضعة"، لكن توقف المعارك يوم الجمعة، أتاح لسكان العاصمة شراء حاجياتهم الضرورية، دون الوقوع في شرك الاقتتال.
من جانبه، قال محمد رضوان الذي يقطن بجنوب الخرطوم أثناء تبضّعه في إحدى أسواقها إن "الهدنة فرصة بالنسبة إلينا للحصول على مواد غذائية بعدما عشنا الفترة الماضية على مواد محددة".
وأكد أنه انتظر "حتى مرت 4 ساعات" على بدء الهدنة ليتأكد من ثباتها، قبل أن يخرج لشراء الحاجات الرئيسية مثل الخضراوات والفاكهة ومواد تموينية
وتعاني الخرطوم التي كان يقطنها أكثر من 5 ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من مدن أخرى، من نقص في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية. وتركها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال.
وفي آخر التطورات القادمة من مدينة الجنينة، قالت نقابة أطباء السودان، إن المدينة محاصرة وهناك مئات القتلى وآلاف النازحين في المدينة منذ اندلاع العنف في 20 أبريل(نيسان) الماضي.
وقال بيان للنقابة "منذ 20 أبريل (نيسان) 2023 تشهد مدينة الجنينة هجمات متتالية خلفت مئات القتلى والجرحى، ونزوح الآلاف من منازلهم ومن الملاجئ".
وأضاف البيان أن المنظومة الصحية منهارة وأن المنظمات الإنسانية خرجت عن الخدمة، وغادرت ولاية غرب دارفور فيما تم تقييد حركة الأطقم الطبية وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه.
مساعدات إنسانية
ومثل سابقاتها من الاتفاقات، تركز الهدنة على تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان السودان المقدّر عددهم بنحو 45 مليون نسمة، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات في بلد كان أصلا من الأكثر فقرا في العالم.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح حوالي مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا إلى دول مجاورة.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان، خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب)، حيث المعارك على أشدها.
ووفق مصادر طبية، باتت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة، ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار، الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي، وسوء تغذية الأطفال.