”لدينا مشاريع كبيرة مشتركة”.. بوتين يردّ على طلب السيسي حول اتفاق تصدير الحبوب
سماح رضا قضية رأي عامدعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الجمعة، موسكو وكييف إلى إيجاد "حلول عاجلة" بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية إلى إفريقيا، وسط مخاوف سائدة بعد انتهاء مفاعيل اتفاقية أتاحت تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.
وأكد الرئيس السيسى، في كلمة ألقاها خلال القمة الروسية الإفريقية في سان بطرسبرج (شمال غرب روسيا) "على أهمية إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد إفريقيا على تجاوز هذه الأزمة".
وأعلن السيسي تطلعه "للتوصل لحل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب كافة الأطراف ومصالحهم، ويضع حداً للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب"، وذلك بعد أسبوع من تخلي موسكو عن هذا الاتفاق، الذي يمثل أهمية بالغة للدول الإفريقية.
بوتين يعلق
ومن جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رداً على حديث الرئيس السيسى: "هذا الواقع يقول إن العلاقات المصرية الروسية هي علاقات استراتيجية في مجال الاقتصاد والسياسة، لدينا مشاريع كبيرة مشتركة، أريد أن أعود إلى ما تحدث إليه زميلي فيما يخص الأغذية والعجز في الأسعار والأغذية، أريد أن أكرر الصعوبات في أسواق الطاقة والغذاء ليس بالأمس، وليس في أعقاب الأزمة الأوكرانية، ولكنها ظهرت في أثناء مكافحة وباء كورونا، عندما قامت العديد من الدول الصناعية المتقدمة بوقف وإغلاق عمل المصانع، اضطروا إلى دعم مواطنيهم وسكانهم".
وأشار إلى أن هذه الدول لجأت إلى تداول الأموال لدعم المواطنين لشراء الأغذية في أعقاب أزمة كورونا، مما أدى إلى حدوث زيادة كبيرة في الأسعار، وهذا ما يسمى السياسة غير المحسوبة وغير المدروسة".
وتابع بوتين: "ما يحدث في أوكرانيا هو عامل محفز، ولكن السبب الحقيقي والجذري لهذه الأزمة هو في الممارسات والسياسة النقدية غير المحسوبة في الدول الغربية، وهذا هو السبب في ارتفاع الأسعار.
وتأتي القمة الروسية الأفريقية بعد أكثر من أسبوع من انتهاء العمل باتفاق الحبوب الذي سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الصراع مع روسيا، ما أثار قلق دول إفريقية.
وسمح الاتفاق لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها البحرية على الرغم من الحرب الدائرة، وتعد مصر إحدى الدول المستوردة الرئيسية للحبوب من البحر الأسود.
وفي عام واحد، أتاح هذا الاتفاق إخراج ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، ما ساعد على استقرار أسعار الغذاء العالمية وجنّب مخاطر حصول حالات نقص.
ولكن في الأيام الأخيرة، حاولت موسكو طمأنة شركائها الأفارقة، قائلة إنها تتفهم "قلقهم" بشأن الموضوع، ووعدت ست دول إفريقية بتسليم شحنات حبوب مجانية "في الأشهر المقبلة".