أشعة الشمس وتأثيرها على البشرة وكيفية العناية بها
سماح رضا قضية رأي عامتعتمد درجة الحالة على نوع البشرة، ومدى شدّة أشعة الشمس، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع، ونصائح لتفادي التأثير السلبي لأشعة الشمس.
حروق الشمس رد فعل مرئي للبشرة بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية، كما تحفّز أمراض الحساسية وشيخوخة الجلد المبكرة (التشيّخ الضوئي)، ويعتبر الاحمرار وتورم الجلد والألم والبثور من بين الأعراض الشائعة للحروق الشمسية، وتشتمل الحالات الأكثر شدة والتي تظهر بعد الإصابة بأيام، الحمى ونوبات البرد والضعف والوهن والارتباك أو الإغماء، والجفاف، والحكّة، وتقشر الجلد، وتُعدّ البشرة الرطبة المستهدفة بشكل أكبر مقارنة بالبشرة الجافة، بحسب د. أوليفيرا نيكوليك، أخصائية الأمراض الجلدية.
وتضيف: تكون الحروق الشمسية في أسوأ حالاتها خلال اليومين الأولين من التعرض للشمس، وتخفف من تأثيرها خلال مدة تتراوح ما بين 3 إلى 7 أيام، ويتم التشخيص من خلال الفحص الجسدي والتعرّف إلى التاريخ الحديث للمريض؛ حيث إن الجلوس بجانب النافذة في السيارة أو الطائرة يمكن أن يسبب الإصابة، لكونها لا تحمي من الأشعة فوق البنفسجية، ويزيد الخطر للأشخاص الذين يخضعون لجلسات التسمير الداخلية، وتتوافر مجموعة واسعة من الفحوص الضوئية لتأكيد وجود ردود فعل غير طبيعية للجلد بعد التعرض للشمس.
خطر الإصابة
تلفت د. إيمان محمد سليمان، أخصائية الأمراض الجلدية، إلى أن البقاء تحت أشعة الشمس دون حماية بين الساعة 10:00 صباحاً و4:00 مساءً، يزيد من خطر الإصابة بالحروق، عندما تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقوى حالاتها، ويتعرض لهذه المشكلة على الأكثر أصحاب البشرة الفاتحة، ومن لديهم تاريخ عائلي بسرطان الجلد وخاصة الورم الميلانيني، أو من يملكون العديد من الشامات الكبيرة أو غير المنتظمة أو النمش.
وتضيف: تظهر على الأغلب علامات حروق الشمس الناجمة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية في أقل من 11 دقيقة، مع ظهور احمرار في غضون 2 إلى 6 ساعات، وتزداد الحالة سوءاً خلال 24 إلى 72 ساعة، وربما تستغرق الحالة أسابيع للشفاء، وتشمل الآثار طويلة المدى للنوبات المتكررة من الحرق الشمسي: التجاعيد المبكرة أو الشيخوخة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
تلفت د.إيمان سليمان إلى ضرورة الالتزام ببعض النصائح، للحماية من المشكلات التي يسببها التعرض لأشعة الشمس في وقت الصيف، وأهمها: تقليل الخروج في الشمس في فترة الظهيرة، والحذر من الماء والثلج والرمل؛ حيث إن هذه الأسطح تعكس الأشعة وتزيد من خطر الإصابة بالحروق، واستخدام الواقي الشمسي بعامل حماية «30 Spf» أو أعلى على البشرة، قبل 20 دقيقة على الأقل من الخروج في الهواء الطلق، ويعاد تطبيقه كل ساعتين أو بعد التعرق أو بعد السباحة أو بعد ممارسة الرياضة، كما يوفر ارتداء القبعات واسعة الحواف حماية فعالة من أشعة الشمس للوجه والرقبة والعين والأذن، كما يعمل ارتداء الملابس التي تغطي الذراعين والساقين على توفير المزيد من الحماية.
إصابة الأطفال
توضح د. سارة آرون، أخصائية طب أطفال، أن بشرة الطفل تتميز بأنها أكثر حساسية من الكبار، ولذلك فإن اللعب في الخارج والسباحة لفترات طويلة تحت أشعة الشمس خلال الصيف، من دون وضع واقٍ للبشرة من الأشعة فوق البنفسجية، يزيد من خطر إصابتهم بالحروق الشمسية.
وتضيف: يجب مراقبة الطفل أثناء اللعب والبقاء بعيداً عن أشعة الشمس في منتصف النهار؛ لأن الأشعة فوق البنفسجية تكون قوية خلال الفترة من 10 صباحاً إلى 2 ظهراً، وارتداء ملابس بأكمام طويلة وقبعة أثناء الخروج من المنزل، وارتداء ملابس قطنية خفيفة.
ووضع كمادة باردة ومرطب أو كريم موضعي في حال الإصابة بالحروق الشمسية، وبقاء الطفل داخل المنزل حتى شفاء المناطق المصابة، وشرب كميات كافية من السوائل لعدة أيام؛ للمحافظة على ترطيب الجسم.
4 وصفات شائعة تفاقم أعراض الحروق
يتسبب البقاء في أشعة الشمس لفترة طويلة، دون دهن البشرة بالكريم الواقي، في التعرض للحروق في الطبقة الخارجية من الجلد، ويظن البعض أنها سطحية ويمكن معالجتها بالوصفات الشعبية الشائعة، غير مُدركين أن هذه المواد يمكن أن تترك آثاراً سلبية على الجلد فيما بعد، ولذلك يلفت أخصائيو الجلدية والتجميل إلى توخي الحذر، والحرص على معالجة الحروق البسيطة بشكل سليم.
يعتبر وضع الكمادات الباردة أو الثلج مباشرة على الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس الضارة، من العادات الشائعة؛ حيث يعتقد البعض أن البرودة تُسهم في تخفيف الالتهابات الجلدية، ولكن كشفت الدراسات العلمية أن هذه العادة تؤدي إلى تفاقم الإصابة، وربما تتسبّب في إحداث حرق ثلجي وتلف لخلايا الجلد، وينصح الخبراء بالاكتفاء بغسل مكان الحرق بالماء الفاتر فقط.
ينتشر استخدام الزيوت أو معجون تنظيف الأسنان أو الزبد أو البيض على المكان المصاب فور التعرض للحروق، ويحذر الخبراء من وضع هذه المواد على الجلد المصاب؛ لعدم فاعليتها في العلاج، لأنها تمنع تسرب الحرارة من الجلد وتعمل على تطور درجة الحرق.
على الرغم من أن الدرجة الأولى من الحروق الشمسية تُصنف من الحالات البسيطة، فإن ضرورة مراجعة الطبيب من الأمور المهمة، وخاصة عند ظهور بعض الدلالات على البشرة، مثل: التقرحات، ارتفاع درجة حرارة المصاب، وجود مشكلة صحية يمكن أن تعيق عملية الشفاء مثل داء السكري، أو إذا كانت مساحة الحرق أكبر من راحة اليد.
ينصح الخبراء بعدم محاولة تنظيف الحروق أو فتح البثور أو إزالة الفقاعات وتركها لتتساقط من تلقاء نفسها، حتى لا يحدث تلوث للجرح وتعميق لأثر الحرق، وعدم تقشير بثور الحروق التي تظهر بعد عدة أيام في موضع الإصابة، حتى لا يؤدي إلى تهيج الجلد وخاصة لأصحاب البشرة الحساسة.