”مفتى مصر ”: المسلم الحق يحب وطنه ويدعم مقومات الدولة ويحافظ على مؤسساتها
سماح رضا قضية رأي عامصرح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن المسلم الحق هو الذي يحب وطنه ويعمل جاهدا على دعم مقومات الدولة والحفاظ على مؤسساتها لأنه حفاظ على شعائر الدين ورعاية لمصالح الخلق وانضباطا لحياتهم .. مشيرا إلى أن هذا من الإصلاح الذي قال الله تعالى عنه: وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين [الأعراف 142] فالمتدين بحق هو أبعد الناس عن معاني الإفساد في الأرض.
جاء ذلك خلال كلمة المفتي بمحاضرة في معهد إعداد القادة تحت عنوان "وسطية الخطاب الديني ومحاربة السلوكيات غير السوية"، اليوم الأربعاء،.
وأضاف مفتي الجمهورية أن الوسطية سمة للأمة الإسلامية ، فقال سبحانه وتعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} [البقرة 143]، وكانت الوسطية سببا في تحقيق الخير للأمة على جميع مستوياتها، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع الداخلي أو على مستوى العلاقات الخارجية.
وأضاف علام أن طابع المجتمعات العربية والإسلامية الميل إلى التدين، ويمثل الخطاب الديني ركنا رئيسيا في تكوينهم الثقافي وسلوكهم وتفاعلهم الاجتماعي، ومن هنا كان ولا بد أن يتمتع الخطاب الديني بالوسطية باعتبارها من أهم الخصائص الإسلامية.
وأكد فضيلة المفتي أن وسطية الإسلام شملت جميع جوانب حياة الأمة العلمية والعملية، فعلى المستوى العقدي جعل الله سبحانه وتعالى اعتقاد هذه الأمة وسطا بين الغلو والتقصير.. موضحا أن المسلمين وسط في اعتقادهم في أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين فهم مؤمنون برسل الله جميعا، كما أنهم آمنوا بجميع الكتب المنزلة على الرسل والأنبياء.
وشدد على أن الخطاب الوسطي يتطلب تضافر الجهود وتنسيق التحركات بين جميع الأطراف لبعث الخطاب الديني الوسطي ونشره بمبادئه ومفرداته السمحة التي تعبر عن جوهر الشريعة الإسلامية.
وأشار المفتي إلى أنه لا يمكن أن نرى سلوكا منحرفا في جماعة إنسانية إلا ونجد بالضرورة وراءه خطابا منحرفا دفع لهذا السلوك، وإذا كان السلوك المنحرف نتيجة لخطاب منحرف، فلا شك أن الخطاب الوسطي الرشيد يخلف وراءه سلوكا منضبطا وعملا رشيدا، ويعد آلة فعالة في مواجهة كم الظواهر السلوكية السلبية.
وعن دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة التنمر، قال فضيلة المفتي إنها إحدى الظواهر السلبية التي وجدت طريقها للانتشار داخل مجتمعاتنا، والخطاب الوسطي الرشيد قادر على تبصير الفرد بمقصد الشريعة من الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتحريم الاعتداء اللفظي والبدني على الغير يقول تعالى: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
وحول دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة الطلاق المبكر أكد أنه ينبغي ترسيخ مبدأ الفضل والإحسان في التعامل بين الزوجين بما له من أثر على إرساء معاني الود والتراحم وتفعيل الشراكة والتعاون والتكامل بين الأزواج، مشيرا إلى أن الخطاب الإفتائي الوسطي يساعد في حماية البيوت بناء على فهم الواقع والعرف في فتاوى الطلاق.
كما شدد فضيلة المفتي على أن الخطاب الوسطي يقابل خطاب الكراهية الذي يعتمد على إرساء مفاهيم من شأنها خلق حالة من العداء بين صاحب الفكر وكل من خالفه، وهنا يأتي دور الخطاب الوسطي في بيان دعوة الإسلام لتقبل الآخر.
وحول ظاهرة العنف الأسري أكد مفتي الجمهورية أنها باتت من الظواهر الدخيلة التي تؤرق مجتمعنا، فالخطاب الوسطي يؤسس للرحمة الأسرية يقول تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.
كما شدد فضيلة مفتي الجمهورية على أن الإدمان أصبح شبحا يهدد قوة الأمة الحقيقية المتمثلة في شبابها، موضحا أن الخطاب الوسطي يبين خطورة الإدمان ويحذر منه يقول تعالى: {يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} فالخطاب الوسطي يرشد الشباب ويوجه سلوكهم لما ينفع الأمة وينفعهم.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن الدعوة لخطاب ديني وسطي هي الدعوة للدين الحق والقول الحق والمنهج الحق، الذي دلت عليه النصوص الشرعية الصحيحة، وهو في حقيقته عدل كله وخير كله، لا غلو فيه ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط لأنه من لدن لطيف خبير.