”أحسنت المقاومة معاملتها”.. مكتب نتنياهو: تصريحات المفرج عنها شوهت صورتنا
سارة محمود قضية رأي عامأثارت تصريحات أدلت بها إسرائيلية مفرج عنها، بعد أن كانت محتجزة لدى المقاومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، حالة من الغضب، والاستنكار بالأوساط الإسرائيلية، لا سيما الحكومية منها، واعتبرتها بمثابة ضرر للصورة "في وقت حساس" إذ تبذل إسرائيل المساعي لإظهار نفسها كمعتدى عليه، وأن القصف المستمر على مدار أكثر من أسبوعين فوق رؤوس المدنيين في غزة، هو فقط لتدافع عن نفسها.
وأمس الاثنين، تكللت جهود مصرية بإفراج المقاومة الفلسطينية عن محتجزتين إسرائيليتين، هما نوريت كوبر ويوخفيد ليفشيتز، بتسهيل من جمعية الصليب الأحمر التي نقلتها عبر سيارة إسعاف إلى معبر رفح المصري، وانتقلت من مصر إلى إسرائيل على متن مروحية عسكرية.
تشويه الصورة
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن مصادر في مكتب رئيس الوزراء، وأخرى في مستشفى إيخيلوف، حيث تتلقى يوخفيد ليفشيتز الدعم النفسي والرعاية الصحية، أكدت المصادر أن "كلمات أحد سكان مستوطنة نير عوز التي أطلق سراحها من أسر (المقاومة) تسببت في تشويه الصورة "في وقت حساس"، لكنها أضافت أنه ليس من الممكن السيطرة على سلوك الأسرى وأقاربهم.
وأشار تقرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن مكتب رئيس الوزراء وهيئة المختطفين والمفقودين المعنية بمتابعة ملف المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، شعرت بالصدمة، جراء التصريحات التي أدلت بها يوخافيد ليفشيتز.
ونقلت مصادر في الهيئتين لـ"هآرتس" مدى الأضرار التي قد تتسبب فيها هذه التصريحات على جهود إسرائيل لحشد دعم الغرب.
وذكرت الصحيفة " كلمات ليفشيتز، من سكان كيبوتس نير عوز، حول العلاج الطبي والمعاملة الجيدة التي تلقتها بسبب كلماتها من خاطفيها، يُنظر إليها على المستوى السياسي على أنها ضرر للصورة يضر بجهود المناصرة الإسرائيلية".
ماذا قالت ليفشيتز؟
وبينما ظهرت في وضع صحي يبدو جيدًا، بالنظر لفترة احتجازها لأكثر من أسبوعين، قالت يوخفيد ليفشيتز 85 عامًا، وهي تروي تجربتها للصحفيين خارج مركز سوراسكي الطبي في تل أبيب، اليوم، إن المقاومة الفلسطينية عاملتها بشكل جيد خلال فترة احتجازها وأنها كانت تتلقى رعاية طبية جيدة.
قالت ليفشيتز إن طبيبًا كان يتابع حالتها الصحية بصفة دورية، في موقع احتجازها في غزة، وتأكد أنها تلقت العلاج الذي كانت تتلقاه بشكل دوري قبل أن تتعرض للاحتجاز.
أضافت أنها كانت محتجزة في أنفاق تشبه شبكة عنكبوتية، وأن موقعها تعرض للقصف أكثر من مرة.
وفي هذا الشأن، استنكرت ليفشيتز موقف الجيش الإسرائيلي من احتجازها وأكثر من مئتين آخرين، على يد المقاومة، وأوضحت أنه "لم يأخذ تهديد (المقاومة) على محمل الجد بالقدر الكافي".
واختتمت "كان الأمر صعبًا، لكننا سنتجاوزه".
وفي أحدث إحصاء لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أكد أن نحو 222 محتجزًا إسرائيليًا بينهم مزدوجي الجنسية يقعون في قبضة المقاومة منذ هجوم الفصائل الفلسطينية "طوفان الأقصى" قبل أكثر من أسبوعين، في مكان وظروف غير معلومة.
وبدأ التصعيد في غزة، مع هجوم مباغت شنته المقاومة الفلسطينية أطلقت عليه عملية "طوفان الأقصى"، يوم 7 أكتوبر، شمل هجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، وتسلل عناصرها لمستوطنات الغلاف واحتجز عدد من المدنيين وقتل جنود، قابلها جيش الاحتلال بتصعيد غير مسبوق تجاه سكان قطاع غزة، تواصلت خلاله أعمال القصف واستخدام أسلحة محرمة دوليًا، والدفع بالفلسطينيين من شمال القطاع إلى الجنوب في محاولات وصفتها الأمم المتحدة بالتهجير القسري.