دكتور مصطفى المحمدي يكتب.. التداوي بالأعشاب تجارة الموت
قضية رأي عامالعلاج بالأعشاب أمر شائع في مجتمعنا خاصة في الفترة الأخيرة بشكل مؤسف وخطير ولكن لماذا يلجأ الناس للعلاج بالأعشاب؟
يلجا الناس للعلاج بالأعشاب في الأمراض المزمنة أو الأمراض التي ليس لها علاج مثل السرطانات فيلجأ لبعض الدجالين أو بعض النصابين ممن يدعون العلاج بالطب البديل أو الطب التكميلي أو طب الأعشاب أو طب على الطريقة الصينية أو الطب النبوي ويقنع العيان أن هذا الداء سيقضي على الضغط أو السكر أو الأورام السرطانية.
وتكمن خطورة العلاج بالأعشاب في كونها ليس لها أي جرعات محددة أو ليس لها أي تفاعلات معروفة؛ فالدواء يكون له جرعة محددة تحدد بالملي جرامات وله جرعة قصوى لا يمكن تخطيها وتفاعلات هذه الأدوية معروفة وآثارها الجنوب الجانبية معروفة، عكس العلاج بالأعشاب هل مثلا لتناول الكركديه لعلاج الضغط هل يكون له جرعة معينة كم مرة يتناول العيان هذا الدواء ليكون له فعالية، مع العلم أن هناك الكثير من الأعشاب يتم استخدامها في الأدوية وما أسهل أن تأتي شركة أدوية بعشب معين وتستخلص منه دواء في تجارة رابحة بالملايين أن كان هناك فائدة مثبتة لهذا العشب.
وهناك مقولة خاطئة تقول أنه عشب طبيعي فلن يضر ولكن يكمن الضرر الحقيقي في أن المريض سيعتمد على هذا العشب ويترك التداوي بالأدوية الحقيقية ومن ثم تتدهور حالته في الضغط أو السكر أو غيرها ورأينا كثير من الحالات دخل في فشل كلوي بسبب علاجات خاطئة ورأينا كثيرا من حالات الالتهاب في العمود الفقري تم علاجها عند شخص يدعى مجبراتي يطلع على ظهر العيان ويمشي ويضرب بشاكوش معين ورأينا العديد من المرضى أصيبوا بكسر في الفقرات بسبب هذه الممارسات.
وللأسف فأن العاملين بهذا المجال لهم الكثير من القدرة على إقناع المرضى بطريقة جذابة أو بسمت يبدو عليه الوقار والصلاح وأن هذا في مصلحة المريض، وأن جشع الأطباء وجشع شركات الأدوية هو ما يدفعهم لإعطائهم أدوية باهظة الثمن؛ في حين أن العلاج سهل جدا بالأعشاب ولكنه في الحقيقة كارثة بل وبالعكس يهاجم هؤلاء المشعوذون الأطباء ويضربون بالعلم عرض الحائط.