خبير: فرصة قوية لاستعادة حركة السياحة الروسية
قضية رأي عامأشاد الخبير السياحي رامي رزق الله، عضو لجنة تسويق شرم الشيخ، بإصدار الرئيس عبدالفتاح السيسى، القانون رقم 20 لسنة 2022، بالإذن لوزير المالية في ضمان الشركة القابضة لمصر للطيران وشركة مصر للطيران في الوفاء بالتزاماتها المالية التي قد تنشأ عن تشغيل رحلات جوية من وإلى مطارات روسيا، وذلك في حالة وقوع حوادث سواء نتيجة ظروف التشغيل العادية أو نتيجة أخطار الحروب والاختطاف.
وقال رزق الله، في تصريحات صحفية، إن هذا القانون ينقذ نسبة لا تقل عن 60% من حركة السياحة الوافدة لمصر التي تمثلها روسيا، ويعيد الأمل من جديد لملايين المصريين العاملين بقطاع السياحة وسط حالة ضبابية غير مسبوقة كادت أن تصيب القطاع بالإحباط لولا يقظة وحكمة الرئيس السيسي التي أسفرت عن حل جذري وعاجل يضمن استمرار توافد الرحلات بشكل طبيعي، ومن ثم استمرار التدفق السياحي والمساهمة الفعالة للقطاع في الناتج القومي، عقب فترة جائحة دولية أضرت بصناعة السياحة عالميا.
وأضاف أن شركة ببلو جلوباس هي الوحيدة التي عاودت العمل من روسيا لمصر بتشغيل 4 رحلات أسبوعية لشرم الشيخ والغردقة بالتناوب، وبداية من 19 أبريل الجاري، سوف يتم زيادتها الى 8 رحلات منها 4 رحلات لشرم الشيخ و4 رحلات للغردقة، مشيرا إلى أن تلك الرحلات تمثل إشغال 600 غرفة فندقية فقط، وهو عدد ضئيل للغاية مقارنة بالأعداد التي كانت تستقبلها مصر من روسيا.
وطالب رزق الله بضرورة دراسة وضع سعر محدد للروبل الروسي للتعامل به بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية، وسط العقوبات الاقتصادية التي أطاحت بموسكو من نظام سويفت العالمي لتبادل الدولار، والظرف الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطن الروسي ما يجعله أكثر قابلية للتعامل بالروبل عن باقي العملات الأجنبية، لافتا إلى أن الفنادق المصرية لا تزال حتى الآن تعاني في أزمة المستحقات المتأخرة لدى وكلاء الرحلات الروس بسبب ازمة تحويل الأموال المتفق عليها، بينما تأتي الرحلات الحالية بناءا على تعاقدات سابقة للحرب كان متفق عليها وسدد عنها مقدم حجز.
وحول السوق الأوكراني الذي تخطى المليون سائح لمصر، قال رزق الله: "يجب أن ننسى الحركة الأوكرانية لسنوات قادمة، فقد تسببت الحرب في تدمير للبنية التحتية وبينها المطارات، وكذا أزمة اقتصادية سوف تحتاج كييف لسنوات للتعافي منها، علاوة على عدم وضوح الرؤية حتى الآن حول توقيت توقف الحرب أو استمرارها، وتمثل الحركة الأوكرانية والروسية معا نسبة 75% من الحركة الوافدة لمصر بشكل عام، كما أن الرحلات التي كانت تجمع سائحي البلدين سوف تتوقف بالطبع نظرا للخصومة السياسية التي سوف تمنع الرحلات المشتركة".
ونوه إلى أن السياحة حاليا في شرم الشيخ تعتمد على أسواقا بديلة مثل: إيطاليا وكازاخستان وبولندا وأرمينيا وصربيا، ثم بريطانيا التي تأتي منها رحلتين أسبوعيا تحملان ما يزيد عن 160 سائحا، موضحا أن نسبة الإشغالات حاليا في شرم الشيخ بين 15 الى 20%، ولكن مصر أمامها فرصة جيدة بعد قرار الرئيس السيسي بضمان الرحلات، في جلب الحركة الروسية، خاصة وأن كافة المقاصد الأوروبية مغلقة أمام الروس، ويمكن جلب أعداد أكبر الآن من هذا السوق العاشق لمصر، شريطة حل أزمة النقد والاعتراف بالروبل وتسعيره.
وطالب رزق الله، باستمرار الدعم الحكومي للاستثمارات السياحية حتى تستطيع الحفاظ على العمالة الكبيرة لديها، ويشمل ذلك تأجيل المديونيات والفواتير السيادية من مياه وكهرباء وخلافه، حتى تستقر الأمور وتعود السياحة، لافتا الى أن القطاع السياحي تحمل الكثير في سبيل استمرار العمل وفي ظل جائحة دولية أوقفت الحركة وخلفت أزمات اقتصادية طاحنة بالاستثمارات السياحية.
وشدد على أهمية المشاركة المصرية في المعارض الخارجية، خاصة معرض ريميني الإيطالي الذي يعقد في أحد أهم الأسواق المصدرة للسياحة الى مصر، وكذا معرض سوق السفر العربي في دبي مايو المقبل، لجذب الحركة العربية، مشيرا الى توقعات بانتعاشة الإشغالات السياحية في شرم الشيخ خلال عيد الفطر المبارك بفضل الحركة الداخلية التي تمثل 30% من إجمالي الحركة في الأعياد ودائما ما تساند القطاع السياحي، والباقي نسب إشغالات عربية وأوروبية.