المحكمة في حيثيات «داعش إمبابة»: أبواب الأزهر على مصراعيها لمن يطلب الفتوى
قضية رأي عامبعد أحكام بالمؤبد والمشدد على المتهمين في قضية داعش إمبابة، أودعت الدائرة الرابعة إرهاب، بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، حيثيات الحكم على 12 متهما في القضية الرقيمة 271 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ إمبابة، والمقيدة برقم 8 لسنة 2021 كلي شمال الجيزة، والمعروفة إعلاميا بـ "داعش إمبابة".
صدر حكم المحكمة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، وعضوية المستشار عصام علي أبو العلا، والمستشار غريب محمد عزت، وبحضور محمد بدوي، وكيل النائب العام، وسكرتارية أشرف صلاح.
رسالة الجنايات لمن يسعى لمعرفة الحكم الشرعي في أمور الدين
وخلال حيثيات المحكمة في قضية داعش إمبابة، ناشدت المحكمة جموع الشعب ممن يسعون لمعرفة الحكم الشرعي في أمور دينهم ودنياهم، أن يستقوا المعلومة من منبعها الصحيح وأن يتبعوا تعاليم الله سبحانه وتعالى حين قال "فسألوا أَهلَ الذكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمُون" فأبواب الأزهر الشريف مفتوحة على مصراعيها لكل من يطلب العلم أو يطلب الفتوى، فالمتهم الأول الذي كان يُكفِر حكام مصر لعدم تطبيقهم شرع الله، لم يُكلف نفسه عناء البحث في القوانين المصرية أو قراءتها، وما إن اطلع على بعض منها عدل عن ذلك.
المحكمة توجه أسئلة حول داعش في حيثيات داعش إمبابة
وأضافت المحكمة: “فيا أرباب العقول، تدبروا أمركم، ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة فهل من أفكار تنظيم داعش الهدامة ما يمكن أن يبني أُمة؟ أم أن من أفعالهم ما يمكن أن يقيم خلافة؟ فهل أمرهم الإسلام بجواز قتل أي شخص لا يعتنق دين الإسلام واستحلال ماله وممتلكاته، وهدم دور عبادته، وفرضية استخدام العنف والعمل المسلح ضد دول العالم الكافرة؟ أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون، وهل يأمرهم الإسلام بتكفير جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وهدم منشآتها، وعدم الاعتراف بالحدود الموجودة بين الدول فضلاً عن تكفير الحاكم وجواز استخدام العنف ضدهم، أم أن مخططهم هو الذي يأمرهم بذلك، وهل تطهير البلاد من أنظمتها الكافرة وتشريد أهلها ونهب ثرواتها يقتصر على الدول العربية دون غيرها فإعتبروا ياأولي الألباب”.
محكمة أمن الدولة تهيب بالمسئولين الاهتمام بتدريس الدين الحنيف
وأهابت المحكمة أيضاً بالمسئولين الاهتمام بتدريس الدين الحنيف للنشء بالمدارس على وجهه الصحيح كأحد العلوم الأساسية الإلزامية حتى لا يغيب الوعي الديني عند الأبناء وتضمحل ثقافتهم به، ويضحى المناخ خصباً لأصحاب المصالح المغرضة أو الأفكار المغلوطة أن يعيثوا في عقول براعم الأمة وشبابها فساداً، فينشأ كل منهم مفتون الفكر، معوج السبيل، فريسة لقوى الشر تحركه كيفما شاءت وربما لا يقوى الخطاب الديني على تقويم أعوجاجه - ولو تغير، ولكنها محاولة لزعزعة أفكار ضربت بجذورها في أعماق العقول حتى رسخت بها وباتت لديهم عين اليقين.
وحكمت المحكمة حضورياً للرابع والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر، وغيابياً للباقين، بمعاقبة كل من أحمد محمد بدر حسن، إبراهيم عادل إبراهيم عبد الفتاح، وأحمد عصام أحمد حسني بالسجن المؤبد عما أسند إليهم، ومعاقبة كل من محمود عبد العظيم إبراهيم بكر، وزيد أحمد توفيق محمد أبو راضي بالسجن المشدد لمدة خمس عشرة سنة عما أسند إليهما، وبراءة كل من مصطفى حامد مصطفى عميرة، كمال مجدي كمال محمد، محمد كمال محمد الصادق، إسلام عليوة محمد صالح، إبراهيم محمد عراقي محمد جوهر، أحمد فؤاد بيومي عمر، يحيى زكريا عطيفي أحمد مما أسند إليهم، وإدراج المحكوم عليهم على قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين.