السبت 22 مارس 2025 05:01 صـ 22 رمضان 1446 هـ
قضية رأي عام
رئيس مجلس الإدارة هشام ابراهيم رئيس التحرير محمد صلاح
×

خالد يوسف يدافع عن محمد سامي ضد هجمات السوشيال ميديا: هدم نموذج ناجح

السبت 22 مارس 2025 03:50 صـ 22 رمضان 1446 هـ
المخرج خالد يوسف ومحمد سامي
المخرج خالد يوسف ومحمد سامي

دافع المخرج خالد يوسف عن زميله المعتزل محمد سامي بعد الهجوم العنيف الذي تلقاه الأخير منذ صباح الأمس، بعد إعلان خبر اعتزاله الدراما التلفزيونية والسفر إلى الخارج لاستكمال دراسته.

وكتب خالد يوسف من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” منشورًا طويلًا ينتقد خلاله الهجوم الشديد على محمد سامي والفن بشكل عام من أشخاص وصفهم بالمرضى الذي ينتظرون النجاح ليقوموا بذبحه، فقال: “نظرية هدم النجاح أصبحت هي عنوان المرحلة.. وهدم نموذج ناجح مثل محمد سامي هو تفريط في القوى الناعمة المصرية وعدم استغلال هذه النماذج لصالح تأثير مصر وتواجدها وسط محيطها".

وأضاف: ”أكثر ما أزعجني في هذه القصة أن نماذج النجاح من الممكن تصويب أخطائها على افتراض أنها أخطأت لكن هناك فرق شاسع بين التصويب وبين احتراف الهدم والتدمير".

وتابع المخرج: “أدرك أن هواية الهدم عند مستخدمي السوشيال ميديا هي عرض لمرض كبير أصبح مستقرًّا في النفوس المحبطة واليائسة والبائسة وغير القادرة عن التحقق، فتنتظر الناجح كي تذبحه لأنها لا تطيق نجاحًا أمامها وتنفس فيه غلها محتمية بشاشة موبيل تتوارى وراءها مخبئة حقدها وعجزها وفشلها، وأحيانا تدعي الفضيلة والدفاع عن القيم والأخلاق، وقد يكون بعضهم أبعد ما يكون عن هذه القيم والأخلاق، وكي نكون منصفين قد يبدأ الهجوم في مثل هذه الحالات بحملات ممنهجة وممولة تستطيع جر قطاعات من مستخدمي السوشيال ميديا وراءها ممن يعانون من الاحباط، وهذا لا يمنع أبدًا - وحتى نكون منصفين - أن يكون وسط مثل هذه الهوجة أصوات تعبر عن رأيها الحقيقي بصدق ودون أحقاد”.

وأضاف: “إني أعتقد أن كل ما تروجه السوشيال ميديا عن هبوط مستوى الدراما التليفزيونية المصرية في السنوات الاخيرة في رأيي هو غير صحيح بل إنني أرى أن ما يفعله صناع الدراما هو معجزة بكل المقاييس تحسب لصناعها من الفنانين.. إذ تكالبت كل الظروف وأهمها تضاؤل مساحات حرية التعبير وبرغم ذلك استطاعوا صنع هذا العدد الكبير من الأعمال الفنية المميزة”.

خالد يوسف: مصر لا تحتاج إلى لجنة دراما وإنما مساحة أكبر للتعبير عن الحريات
وتحدث المخرج خالد يوسف خلال منشوره الطويل عن عدم حاجة الفن في أي دولة إلى لجان حكومية لإصلاحه، مشيرًا إلى قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بتشكيل “لجنة الدراما” والذي قوبل بردود فعل مختلطة بين مؤيد ومعارض.

فقال خالد يوسف: “إن الفن بحاجة إلى أكبر مساحة ممكنة من الحرية وأكبر دعم من مؤسسات الدولة للموضوعات التي لا تقبل عليها شركات القطاع الخاص وتلتزم الدولة بتشجيع ودعم المواهب الشابة والتجارب المبتكرة التي لا تلعب على المضمون وتترك المبدعين يبدعون وذلك فقط كفيل بأن نشهد نهضة كبرى”.

وتابع: “نأتي إلى أصل الموضوع أن تحميل محمد سامي مسؤولية هبوط الذوق العام أو أن أعماله قد كرست لظاهرة العنف والبلطجة والمخدرات وخلافه هو ظلم فادح، بل وانعدام فهم ممن يتهمونه في رأيي، لأن ما يعرضه سامي في أعماله ومعه كل المخرجين الذين تعرضو لكل الظواهر السلبية في المجتمع لم يخترعوه وموجود في الواقع ماهو أقسى منه وطبقًا لعلم الاجتماع يكاد لا يمثل أكثر من واحد في المائة في تكريس هذه الظواهر حتى لو اخطأوا في المعالجات قصورًا أو بحسن أو سوء نية ..الحقيقة أن الذي يكرس لأي ظاهرة سلبية عوامل موضوعية كثيرة على أرض الواقع”.

وأوضح المخرج أن أهم هذه العوامل هو غياب العدل، رواج الظلم، وتفشي الفقر، وسيادة الجهل، وعدم احترام المعنى الأعظم لقيمة الحرية وفي بعض الأحيان التشجيع على سحقها، مضيفًا أن هذه الممارسات تجعل المواطنين غير مؤمنين بجدوى دولة القانون، مؤكدًا أن السبب وراء ذلك هو فشل المنظومة الاسرية، وغياب المنظومة التعليمية عن أداء دورها، وعدم تصدي وسائل الإعلام بحرفية وفهم وأمانة وشجاعة لعرض وتحليل جذور هذه الظواهر والبحث عن حلول.

وأكد أن الفنون تأتي في ذيل هذه العوامل التي تكرس لهذه الظواهر لأسباب عديدة اهمها، أنه في الفنون تنطبق عليها المقولة التي تقول، “وحدها الاسئلة ترى الأجوبة عمياء”، موضحًا أن الفن يطرح أسئلة كاشفة في تناوله لأي قضية ويترك المجتمع بكل قواه الحية ومؤسسات الدولة وضع الإجابات واقتراح الحلول.

وتابع: “ الأصل في مهمة الفنون وخاصة فنون الدراما هو الارتقاء بالحس الانساني وتهذيب النفس البشرية فإذا لم تستطع فنون الدراما القيام بمهمتها واقتصرت على التسلية - والتي هي بالمناسبة هدفًا أصيلًا للدراما - فإنها لا تصنع العكس أبدًا إلا إذا كانوا القائمين على هذه الفنون قد أتوا بأجندة مجهزة ومعدة من خبراء ومتخصصين للمساهمة في تدمير منظومة قيم المجتمع وبالطبع من غير المنطقي اتهام الفنانين المصريين بذلك لعدم إمكانية تصور انهم عملاء لأعداء الوطن".

وأضاف: “لا افهم التحامل علي محمد سامي من قطاعات واسعة من الجماهير وياللعجب ان تكون هذه الجماهير هي نفسها التي تقبل على أعماله وتجعلها الأكثر مشاهدة، ولا أفهم لماذا يخصون محمد سامي بهذه التهم حتى لو كانت صحيحة - وهي غير ذلك في رأيي - متجاهلين أن بجانبه فنانين يصنعون نفس التيمة الدرامية منذ سنوات ولا يتحدث عنهم احد وقد يكون السبب في ذلك الهجوم انه الانجح والاشهر مثلما كان الهجوم علي محمد رمضان لانه الانجح والاشهر ولم يطال الهجوم اي من رملائه الذين يدورون في نفس الفلك ويتطرقون لنفس الموضوعات بذات الطرح وذات المعالجة.”