الثلاثاء 25 مارس 2025 11:36 صـ 25 رمضان 1446 هـ
قضية رأي عام
رئيس مجلس الإدارة هشام ابراهيم رئيس التحرير محمد صلاح
×

اشاعة اعتزال خالد يوسف خلفا للمخرج محمد سامي

الأحد 23 مارس 2025 03:05 مـ 23 رمضان 1446 هـ
خالد يوسف
خالد يوسف

انتشرت منشورات علي مواقع التواصل الاجتماعي تعلن اعتزال المخرج خالد يوسف

وحرص موقع راي عام في إظهار الحقيقة

والحقيقة تكمن في منشور من المخرج خالد يوسف يعقب علي حملة الهجوم علي محمد سامي

ونشر المخرج خالد يوسف

خبر اعتزالي السينما غير صحيح وليس له اي اصل والذين يروجوه يبحثون عن تريند وترافيك

واقوم الان باجراء التحضيرات لفيلم جديد بعنوان (#خطوات_الخوف )

وقد تعاقدت مع شركة #روتانا

علي اخراج اربعة اعمال خلال العامين القادمين ان شاء الله

ليس دفاعا عن المخرج #محمد_سامي ولكنه دفاعا عن الفن

نظرية هدم النجاح اصبحت هي عنوان المرحلة ..وهدم نموذج ناجح مثل محمد سامي هو تفريط في القوي الناعمة المصرية وعدم استغلال هذه النماذج لصالح تأثير مصر وتواجدها وسط محيطها

اكثر ماازعجني في هذه القصة ان نماذج النجاح من الممكن تصويب اخطائها علي افتراض انها اخطأت ولكن هناك فرق شاسع بين التصويب وبين احتراف الهدم والتدمير

ادرك ان هواية الهدم عند مستخدمي السوشيال ميديا هي عرض لمرض كبير اصبح مستقرا في النفوس المحبطة واليائسة والبائسة والغير قادرة عن التحقق فتنتظر الناجح كي تذبحه لانها لا تطيق نجاحا امامها وتنفس فيه غلها محتمية بشاشة موبيل تتواري ورائها مخبئة حقدها و عجزها وفشلها واحيانا تدعي الفضيلة والدفاع عن القيم والاخلاق وقد يكون بعضهم ابعد مايكون عن هذه القيم والاخلاق وكي نكون منصفين قد يبدأ الهجوم في مثل هذه الحالات بحملات ممنهجة وممولة تستطيع جر قطاعات من مستخدمي السوشيال ميديا ورائها مما يعانون من الاحباط وهذا لا يمنع ابدا -وحتي نكون منصفين -ان يكون وسط مثل هذه الهوجة اصوات تعبر عن رأيها الحقيقي بصدق ودون احقاد

اني اعتقد ان كل ماتروجه السوشيال ميديا عن هبوط مستوي الدراما التليفزيونية المصرية في السنوات الاخيرة في رأيي هو غير صحيح بل انني اري ان مايفعله صناع الدراما هو معجزة بكل المقاييس تحسب لصناعها من الفنانين ..اذ تكالبت كل الظروف واهمها تضاءل مساحات حرية التعبير وبرغم ذلك استطاعوا صنع هذا العدد الكبير من الاعمال الفنية المميزة

الفن في اي دولة ليس بحاجه الي لجان حكومية لاصلاحه …

الفن بحاجه الي اكبر مساحة ممكنة من الحرية واكبر دعم من مؤسسات الدولة للموضوعات التي لا تقبل عليها شركات القطاع الخاص وتلتزم الدولة بتشجيع ودعم المواهب الشابة والتجارب المبتكرة التي لا تلعب علي المضمون وتترك المبدعين يبدعون وذلك فقط كفيل بأن نشهد نهضة كبري

ونأتي لاصل الموضوع ان تحميل محمد سامي مسؤلية هبوط الذوق العام او ان اعماله قد كرست لظاهرة العنف والبلطجة والمخدرات وخلافه هو ظلم فادح بل وانعدام فهم ممن يتهمونه في رأيي - الذي يحتمل الصواب والخطأ - ..لان مايعرضه سامي في اعماله ومعه كل المخرجين الذين تعرضو لكل الظواهر السلبية في المجتمع لم يخترعوه وموجود في الواقع ماهو اقسي منه وطبقا لعلم الاجتماع يكاد لا يمثل اكثر من واحد في المائة في تكريس هذه الظواهر حتي لو اخطأوا في المعالجات قصورا او بحسن او سوء نية ..الحقيقة ان الذي يكرس لأي ظاهرة سلبية عوامل موضوعية كثيرة علي ارض الواقع

اهم هذه العوامل غياب العدل ..رواج الظلم ..تفشي الفقر ..سيادة الجهل …عدم احترام المعني الاعظم لقيمة الحرية وفي بعض الاحيان التشجيع علي سحقها ..ممارسات تجعل المواطنين غير مؤمنين بجدوي دولة القانون.. فشل المنظومة الاسرية …غياب المنظومة التعليمية عن اداء دورها ..عدم تصدي وسائل الاعلام بحرفية وفهم وامانة وشجاعة لعرض وتحليل جذور هذه الظواهر والبحث عن حلول

اما الفنون فتأتي في ذيل العوامل التي تكرس لهذه الظواهر لاسباب عديدة اهمها

انه في الفنون تنطبق عليها المقولة التي تقول ..وحدها الاسئلة تري الاجوبة عمياء ..اي ان الفن يطرح اسئلة كاشفة في تناوله لاي قضية ويترك المجتمع بكل قواه الحية ومؤسسات الدولة وضع الاجابات واقتراح الحلول

والاصل في مهمة الفنون وخاصة فنون الدراما هو الارتقاء بالحس الانساني وتهذيب النفس البشرية فاذا لم تستطع فنون الدراما القيام بمهمتها واقتصرت علي التسلية - والتي هي بالمناسبة هدفا اصيلا للدراما - فانها لا تصنع العكس ابدا الا اذا كانوا القائمين علي هذه الفنون قد اتوا بأجندة مجهزة ومعدة من خبراء ومتخصصين للمساهمة في تدمير منظومة قيم المجتمع وبالطبع من غير المنطقي اتهام الفنانين المصريين بذلك لعدم امكانية تصور انهم عملاء لاعداء الوطن ..

ولا افهم التحامل علي محمد سامي من قطاعات واسعة من الجماهير وياللعجب ان تكون هذه الجماهير هي نفسها التي تقبل علي اعماله وتجعهلها الاكثر مشاهدة ..ولا افهم لماذا يخصون محمد سامي بهذه التهم وحتي لو كانت صحيحة - وهي غير ذلك في رأيي - متجاهلين ان بجانبه فنانين يصنعون نفس التيمة الدرامية منذ سنوات ولا يتحدث عنهم احد وقد يكون السبب في ذلك الهجوم انه الانجح والاشهر مثلما كان الهجوم علي #محمد_رمضان لانه الانجح والاشهر ولم يطال الهجوم اي من رملائه الذين يدورون في نفس الفلك ويتطرقون لنفس الموضوعات بذات الطرح وذات المعالجة

اقول كل ذلك واعمال سامي لا تروق لذوقي وهذا لا يقلل منه مطلقا لان هناك مخرجين شديدي الاهمية ولا احب اعمالهم اذن انا لست من المعجبين بما يقدمه محمد سامي ولا من المفضلين لطرحه المبالغ فيه لحد وصفي لاسلوبه بالهندي وهذا ليس ذما لان السينما الهندية هي في المرتبة الثانية بعد السينما الامريكية من حيث النجاح والانتشار والوفرة والاهمية وكانت تعرض علي شاشات العرض بمصر وتنافس اكبر الافلام المصرية جماهيرة

ولكن المؤكد ان محمد سامي فهم شفرة قطاع واسع من جماهير الدراما التليفزيونية تستهويها المبالغة (والاڤورة ) كما في اساطير الف ليلة وليلة فلا الديكور واقعي ولا المواقف الدرامية طبيعية والتمثيل مصطنع ونزول الموسيقي غير سلسة بإختصار كل العناصر زاعقة ولافتة وتلعب علي التواطئ الحادث بين الصانع ومشاهديه وبقدر نجاح الصانع في عقد الاتفاق الضمني مع المشاهد يكون نجاح العمل

وبرغم اني عبرت عن عدم اعجابي باسلوبه كي اكون صادقا فإن محمد سامي صديقي واخي الصغير وشهادتي قد تكون مجروحة فيه لانني احبه واقدر موهبته وشهدت بداياته في سنة 2010 واستشرفت فيه موهبة كبيرة في التواصل مع قطاعات كبيرة من الجماهير من اول اعماله ..وكان دائما يعتبر نجاحات افلامي في ذلك الحين مع الجماهير نموذح ملهم له..حتي انه عندما صنع فيلم ريجاتا مع صديقنا المشترك #عمرو_سعد ولم يحقق الفيلم نجاحا جائني عمرو قائلا احنا ( شفينا ) اي نقلنا بالنص والشف كل اللي بتعمله في افلامك ومع ذلك لم ينجح الفيلم وحينها قلت له ان الافلام غير المسلسلات تماما وجمهورها مختلف واهم عوامل نجاح اي فيلم هو الصدق الفني وعدم الاصطناع في اي عنصر من عناصر العمل

ونصحت سامي ان عاد لصنع الافلام فعليه بالابتعاد عن طريقة عمل المسلسلات وعليه بالبحث داخل نفسه عن كل ماهو صادق اما ان استمر في صنع المسلسلات الا ينسحق لهذا النجاح الكاسح الذي يحققه ويتمرد عليه ويصنع فنا يجعله مستمتعا وسعيدا وصادقا حتي لو تصادم احيانا مع الذوق العام ورفض مغازلته وان لم يحقق النجاح الكاسح الذي يهواه وهو امر للامانة في منتهي الصعوبة ان تتخلي علي عوامل نجاحك بارادتك ولكن ذلك هو الكقيل ببقاء الاعمال في الوجدان لان للاسف هذه الاعمال الناجحة لا تبقي ولا تستقر في وجدان الجماهير اكثر من موسم العرض

ولا اخفيكم سرا ان قلت لكم ان محمد سامي نفسه بحكم معرفتي به تستهويه نوعية اخري من الاعمال ولكنه يخشي من عدم النجاح ويساق الي هذه النوعية التي يقدمها تحت إلحاح شركات الانتاج وبإصرار النجوم وبانتظار نشوي التصفيق الحار لاعلي نسب المشاهدة

وبعد حديث مطول مع سامي امس اثر اعلان اعتزاله الدراما التليفزيونية استطيع ان ازف لكم انه لن يعتزل وسيقوم بتقديم نوعية اخري من الاعمال التي تستهويه اكثر وتسعده اكثر واعتقد انها ستسعدنا جميعا ولن يمكن الشامتين او الكارهين فيه

كل الاماني والتمنيات له في تجاربه الجديدة التي اعتقد انها ستعبر عنه اكثر من كل ماقدمه واراهن ان اعماله القادمة باذن الله وتوفيقه ستكون من الاعمال التي تبقي في الذاكرة وتؤثر في الوجدان لانه مخرج موهوب قد بدد طاقته في اعمال لا تعبر صدقا عن الفن الذي يحبه ويجيد صنعه

انتظروا محمد سامي مخرحا كبيرا لاعمال مهمة بعد فترة يرتب فيها اوراقه ويعد جيدا لمرحلته القادمة