الصين تخفّف القيود الصحية فى أعقاب الاحتجاجات
اسراءخفّفت عدّة مدن صينية القواعد الصارمة لمكافحة كوفيد، الجمعة، في ظل احتجاجات غير مسبوقة شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة للمطالبة بإنهاء القيود وبمزيد من الحريات.
اتسع الغضب والإحباط بين الصينيين من موقف الحكومة المتشدّد بشأن مكافحة الوباء إلى الشوارع في نهاية الأسبوع الماضي، في تحرّكات على نطاق لم تشهده البلاد منذ عقود.
في أعقاب ذلك، بدأت عدّة مدن في تخفيف القيود الصحية، عبر التخلّي عن الفحوصات اليومية الجماعية التي صارت أساسية في ظل سياسة "صفر كوفيد".
غير أنّ هذا الأمر لم يمنع المشاجرات المتفرّقة. فقد نُشرت صور مساء الخميس على الإنترنت وحدّدت وكالة فرانس برس موقعها الجغرافي، تُظهر عشرات الأشخاص يواجهون موظفين يرتدون بدلات واقية أمام مدرسة إعدادية في ييتشنغ في مقاطعة هوبي (وسط).
اقرأ أيضاً
- الصين تتهم البحرية الأمريكية بانتهاك مياهها.. والأسطول السابع يرد
- الصين: قوى خفية وراء حريق شينجيانج بسبب «قيود كورونا»
- الصحة: استخدام مضادات الميكروبات الخاطئ يقتل 5 ملايين شخص حول العالم سنويا
- الصحة توضح علاقة لقاح كورونا وظهور الفيروس المخلوى
- وزير الصحة: إصابات الفيروس المخلوي أشد مقارنة بكورونا
- الصحة تزف بشري سارة للمواطنين بشأن الفيروس المخلوى التنفسي
- بعد حكم حبسه 3 سنوات.. أولى جلسات استئناف حسن شاكوش اليوم
- الصين تدعو المؤسسات المالية الدولية للمشاركة في تخفيف عبء الديون عن الدول النامية
- الصين ترفض اتهامات كندا لبكين بالتدخل فى انتخاباتها الفيدرالية
- وزير الصحة: لم نرصد إصابات مقلقة بين ضيوف قمة المناخ
- حقيقة دخول مصر الموجة السادسة لكورونا.. الصحة تُجيب
- الصحة تعلن توفير لقاح كورونا للأطفال من سن 12 إلى 18 عاما
وقال الشخص الذي نشر الفيديو إنّ هؤلاء هم آباء أُثبتت إصابة أطفالهم وتم نقلهم إلى مرافق الحجر الصحّي.
في الصور، يمكن مشاهدة أشخاص يتضاربون وآباء راكعون، يتوسّلون تمكينهم من إعادة أطفالهم إلى المنزل.
نظرياً، يجب وضع أيّ شخص تظهر نتيجة اختباره إيجابية في الصين في مركز للحجر الصحي. لكن يبدو أن تغييراً جذرياً يجري حالياً في هذا المجال.
ففي تحليل نشرته صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، أعرب عدد من الخبراء عن دعمهم للإجراءات المتخذة من بعض السلطات المحلية للسماح للحالات الإيجابية بإتمام الحجر الصحي في المنزل.
وأعلن مسئولون في بعض الأحياء الواقعة في مقاطعة شاويانغ في بكين أنّ هذا الإجراء سيجري تطبيقه من الآن في منطقتهم.
كذلك، أعلنت مدينة دونغوان الصناعية (جنوب) الخميس، أنه ينبغي السماح للأشخاص الذين يستوفون "شروطاً محددة" بإتمام الحجر الصحّي في منازلهم، من دون تحديد ماهية هذه الشروط.
كذلك، طبّقت مدينة شينزن التكنولوجية الكبرى الواقعة أيضاً في الجنوب، سياسة مماثلة، الأربعاء.
على المستوى الوطني، أشار مسئولون حكوميون إلى أنه يمكن النظر في تخفيف أوسع للسياسة.
من جهتها، أقرّت نائبة رئيس الوزراء سون شونلان، في حديث أمام لجنة الصحة الوطنية الأربعاء، بالخطر المنخفض للمتحورة أوميكرون وتحسين معدّل التطعيم، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وقالت إنّ هذا هو السبب في أنّ نهج الصين تجاه الفيروس "يواجه ظروفاً جديدة".
ولم تذكر سون سياسة "صفر كوفيد"، ما أحيا الآمال في أنّ هذه الاستراتيجية التي أربكت حياة الشعب الصيني واقتصاد البلاد طيلة ثلاث سنوات، من شأنها أن تُخفَّف قريباً.
واعتباراً من الإثنين، سيتمكّن سكّان بكين مرة أخرى من ركوب الحافلة ومترو الأنفاق من دون الحاجة إلى تقديم نتيجة اختبار سلبية تعود إلى أقل من 48 ساعة، حسبما أعلنت بلدية المدينة الجمعة. غير أنّه سيُطلب من هؤلاء تصريح صحي يؤكد أنّهم لم يزوروا منطقة "عالية الخطورة".
ويتمّ تطبيق الإجراء ذاته منذ الجمعة في مدينة تشنغدو (جنوب غرب).
في بكين، دعت السلطات الصحية، الخميس، المستشفيات إلى التوقف عن رفض توفير الرعاية في غياب اختبار يرجع تاريخه إلى أقل من 48 ساعة.
وكانت الصين شهدت سلسلة وفيات في ظلّ تأخّر العلاج أو الإنقاذ بسبب الإجراءات الصارمة لمكافحة كوفيد، ولا سيما وفاة طفل يبلغ من العمر أربعة أشهر في الحجر الصحي مع والده.
كما فقدت امرأة حامل من مدينة شيان طفلها في يناير، بعدما رفض المستشفى استقبالها لعدم وجود اختبار كوفيد.
وشكّلت هذه الوفيات صرخة لحشد المتظاهرين، مع نشر منشور يسرد أسماء جميع الذين ماتوا بسبب الإهمال المرتبط بالقيود الصحية.
في هذه الأثناء، سمح عدد من المدن الأخرى التي تضرّرت من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بإعادة فتح المطاعم ومراكز التسوّق وحتى المدارس، في خروج واضح عن قواعد الإغلاق الصارمة التي سادت إلى الآن.
وفي مدينة أوروميتشي عاصمة منطقة شينجيانغ (شمال غرب) حيث أدى حريق مميت إلى اندلاع أولى التظاهرات، أعلنت السلطات الجمعة إعادة فتح محلّات السوبرماركت والفنادق والمطاعم ومنتجعات التزلّج تدريجياً.
شهدت هذه المدينة التي يصل عدد سكانها إلى أكثر من أربعة ملايين نسمة واحدة من أطول عمليات الإغلاق في الصين، مع إغلاق بعض الأحياء منذ أوائل إغسطس.
وأدى حريق في مبنى سكني في 26 نوفمبر إلى مقتل عشرة أشخاص، وتمّ إلقاء اللوم على القيود في تأخير الإغاثة.