بعد انتشال المزيد من المحاصرين تحت الأنقاض.. الآمال تتراجع في إنقاذ ناجين في تركيا وسوريا
سماح رضا تراجعت على ما يبدو عمليات الإنقاذ والبحث بين حطام المنازل والمباني، في حين زاد عدد الشاحنات في الشوارع لنقل الحطام. وتجاوز عدد القتلى 25250 في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، بعد يوم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السلطات كان ينبغي أن تستجيب على نحو أسرع للكارثة. وتعهد أردوغان ببدء العمل في إعادة بناء المدن «في غضون أسابيع»، قائلاً، إن مئات الآلاف من المباني صارت الآن غير صالحة للسكن، بينما أصدر تحذيرات صارمة بالتعامل مع المتورطين في عمليات النهب بالمناطق المتضررة من الزلزال.
وفي مدينة أنطاكية التركية، قال عدد من السكان وعمال الإنقاذ إنهم شاهدوا أعمال نهب.
وفي الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سوريا، لم يدخل سوى القليل جداً من المساعدات، رغم تعهد دمشق بتحسين القدرة على إدخالها. وهذه المنطقة هي الأشد تضرراً من الزلزال في سوريا، وتواجه جهود الإغاثة فيها تعقيدات بسبب الحرب المستمرة منذ ما يزيد على عشر سنوات.
فوضى وأنقاض
وانتشرت أكياس الجثث في شوارع أنطاكية، حيث وضع السكان الكمامات لمحاولة تخفيف رائحتها. وقال أحدهم، من دون ذكر اسمه، إن عامة الناس انضموا إلى جهود الإنقاذ وعملوا من دون تنسيق رسمي.
وأضاف: «هناك فوضى وأنقاض وجثث في كل مكان». وأفاد بأن مجموعته عملت طوال الليل للوصول إلى مُدَرِّسة جامعية كانت تناديهم من تحت الأنقاض. لكنه أضاف، أنها توقفت عن الرد عليهم بحلول الصباح. وأردف: «لا تزال هناك مبان منهارة في الشوارع الجانبية، ولم يصل إليها أحد».
وفي أحد مباني كهرمان مرعش، حفر العمال بين ألواح خرسانية للوصول إلى فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، وقالوا إنهم يعتقدون بأن اثنين آخرين من الناجين كانا تحت كومة الركام نفسها.
وعلى الرغم من ورود أنباء عن إنقاذ العديد من الأشخاص الآخرين من تحت الأنقاض السبت، ومنهم أردا جان أوفان البالغة من العمر 13 عاماً، فإن القليل من جهود الإنقاذ تكلل بالنجاح. وتوفيت اليوم بأحد المستشفيات امرأة أُنقذت الجمعة في قري خان بتركيا.
وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي للصحفيين الليلة الماضية، إن نحو 80 ألفاً يتلقون العلاج في المستشفيات، بينما أصبح 1.05 مليون شخص بلا مأوى، بسبب الزلازل وانتقلوا إلى ملاجئ مؤقتة.
مقابر جديدة
وغطت القبور الجديدة سفح تل خارج غازي عنتاب، وكان بعضها مزيناً بالورود. وجلست شابة بجانب قبر ممسكة بوجهها. وانهارت امرأة أخرى في البكاء، بينما يحاول صبي مواساتها. وكانت وراءهم صفوف من القبور المحفورة حديثاً.
وعبر ناجون عن خوفهم من المرض مع دمار البنية التحتية الأساسية. وقال جيزم، وهو عامل إنقاذ من شانلي أورفا بجنوب شرق تركيا: «إذا لم يمت الناس تحت الأنقاض، فسيموتون من الإصابات أو العدوى. لا يوجد مراحيض هنا. إنها مشكلة كبيرة».
وأشاد منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث، الذي وصف الزلزال بأنه «أسوأ حدث منذ 100 عام في هذه المنطقة»، بتعامل تركيا مع الزلزال. وقال في مقابلة مع سكاي نيوز: «أنا متأكد من أن عدد القتلى سيزيد إلى المثلين أو أكثر».
انتقادات
وانتقد كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب المعارضة التركي الرئيسي، استجابة الحكومة للكارثة. وقال في بيان: «الزلزال كان هائلاً، لكن ما كان أكبر بكثير من الزلزال هو الافتقار إلى التنسيق والافتقار إلى التخطيط وعدم الكفاءة».
وفي سوريا، وقف الناس قرب أكوام من الركام انتظاراً لمعرفة مصير ذويهم. وكثيرون من سكان شمال غرب سوريا نازحون من مناطق أخرى من البلاد، استعادها الجيش السوري من المعارضة. وأصبحوا الآن بلا مأوى مجدداً.
وقال رمضان سليمان (28 عاماً)، الذي فرت عائلته من شرق سوريا إلى بلدة جندريس: «في اليوم الأول نمنا في الشارع، في اليوم الثاني نمنا في سياراتنا، ثم نمنا في منازل أناس آخرين». ووصلت عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية منذ الاثنين، في حين لم يصل سوى القليل إلى منطقة شمال غرب البلاد الأكثر تضرراً.
وفي الأوقات العادية، تقدم الأمم المتحدة المساعدات إلى هذه المنطقة عبر الحدود مع تركيا عبر نقطة تفتيش واحدة، وهي سياسة تنتقدها دمشق باعتبارها تنتهك سيادتها.
ويُصنف الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وأعقبته هزات ارتدادية قوية في تركيا وسوريا، على أنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية هذا القرن، متجاوزاً زلزال اليابان عام 2011، وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته.