القصة الكاملة لقتل شخص 7 أفراد من اسرته بالاسكندرية قبل ساعات من المحاكمة

تستكمل الدائرة 34 بمحكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار محمد السيد محجوب رئيس المحكمة، ثاني جلسات محاكمة المتهم بقتل 7 من أسرته فيما يعرف بـ "مذبحة الإسكندرية"، وذلك لسماع مرافعة النيابة العامة.

وكان في يوم 7 مارس من الشهر الماضي، بالتزامن مع يوم النصف من شعبان، وقبل قرابة نصف ساعة من موعد إفطار الأسرة التي كانت صائمة وتستعد لتجهيز إفطارها، فوجئ أفراد الأسرة بحضور زوج ابنتهم الذي كان على خلاف معها وتركها لمنزله والإقامة معهم هي وأبنائها الأربعة، وعلى الرغم من تعجب الأسرة من حضوره قبل ساعات من موعد انعقاد جلسة بين الأسرتين للاتفاق على إتمام مراسم الطلاق بين الزوجين، إلا أنه أخبرهم بأنه جاء من أجل محاولة إقناع زوجته بالعودة إليه.

دقائق معدودة من النقاش بين الزوجة المجني عليها والزوج المتهم أخبرته فيها أنها لا ترغب في العودة لمنزله، وأكدت إصرارها على الطلاق، فما كان منه إلا أن نفذ جريمته التي يبدو تخطيطه المسبق لها، فقام بإطلاق أعيرة نارية على الضحايا الـ8، فقتل منهم 7، فيما نجا ابنه البالغ من العمر 8 سنوات، والذي خدع والده بأنه قد مات عقب تلقي طلقات الرصاص.

وبمجرد خروج المتهم من الشقة بعد ارتكاب الجريمة، قام الابن الناجي من الحادث بالتواصل مع خالته وأخبرها بالجريمة قائلا: «إلحقي يا خالتو بابا موتنا كلنا»، لتهرول الخالة للمنزل الذي يبعد عنها خطوات ومعها عدد من الجيران، ويفتحوا باب الشقة ليجدوا أمامهم مسرح جريمة بشعة ودماء في جميع أرجاء الشقة حتى المطبخ.

وبعد دقائق من الجريمة انتقلت القوات الأمنية لموقعها، وتم القبض على المتهم الذي حاول الهرب بالاختباء عند أحد أقاربه، وتم ندب فريق متخصص من البحث الجنائي للمعاينة، وسماع أقوال شهود العيان، وتم نقل الطفل المصاب للمستشفى والذي ظل على مدار أيام يتلقى العلاج من الإصابة البالغة التي تعرض لها، حتى ظهرت شائعة عن وفاته إلا أنه سرعان من نفتها الأسرة التي أكدت أنه يتماثل للشفاء.

وبعد أيام من وقوع الحادث انتقل المتهم رفقة حراسة أمنية مشددة، لموقع الجريمة وقام بتمثيلها، وأكد أنه استخدم كاتم للصوت لقتل الضحايا، وأطلق أعيرة نارية أكثر من مرة للتأكد من وفاتهم جميعا، فيما قدرت الطلقات الفارغة التي جرى جمعها بـ30 مظروفا ناريا، وأنه بدأ القتل بوالد زوجته ثم الزوجة ثم أخيها وباقي الضحايا، ثم حاول الانتحار أثناء اختبائه عند أحد أقاربه بمنطقة الفلكي، ولكنه لم يفلح وتم القبض عليه.

وبعد يومين من الحادث، أصدر المحامي العام لنيابات شرق الكلية بالإسكندرية، قرارا بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، وبعدها أصدرت النيابة العامة بيانا تفصيليا عن تفاصيل إحالته لمحكمة الجنايات.

وشهدت التحقيقات التي أجريت أمام نيابة الرمل ثان بالإسكندرية، وذلك تحت إشراف المستشار محمد عبد السلام أمين المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية والمستشار محمود عوف المحامي العام الأول لنيابات المنتزه بالإسكندرية، إدلاء باعترافات تفصيلية عن ارتكاب الجريمة، وتسلمت تحريات المباحث الجنائية حول وتقرير الطب الشرعي، وسؤال شهود عيان الواقعة وسماع شهادة الطفل ياسين الناجي الوحيد نجل المتهم.

أوضح المتهم خلال اعترافاته أنه توجه لإتمام الصلح مع زوجته لكنها رفضت تنفيذ طلبه وهددته بالخلع اذا لم يستجيب إلى طلبها فهددها بالقتل، بينما رفض والدها أسلوب التهديد قائلًا: أنت متقدرش تقتل فرخة فأخرج سلاحه وأطلق النار على زوجته ووالدها ووالدته وشقيقه بين المطبخ والصالة ثم توجه لغرفة أبنائه وقام بقتلهم.

أشار المتهم، أنه عقب الانتهاء من ارتكاب جريمته استقل دراجة نارية وتوجه إلى محطة القطار للانتحار وإلقاء نفسه أسفل عجلاته لكن تأخر القطار جعله يعزف عن الفكرة فتوجه للصيدلية وأحضر شفرة وحاول قطع شرايين يديه، لكنه فشل، قبل أن يتم القاء القبض عليه وكانت النيابة عاينت الإصابة الظاهرية وتبين وجود جرح فى رسغ اليد.

وتضمنت التحقيقات الاستماع إلى أقوال الطفل الناجي الوحيد ياسين.ي، 8 سنوات، أنه كان بيت لدى جدته من والده ليلة ارتكاب الحادث وأن والده مر عليه لاصطحابه إلى منزل جده لأمه وأوضح والده كان فى نقاش بينه وبين والدته ثم فوجئ بأنه والده اخرج مسدس وأطلق النار على من في الشقة.

وأضاف أنه تلقى 3 طلقات نارية فى القدم والظهر والرأس وأنه ظل ملقي على الأرض فى الصالة، وأنه كان يقبل رأس أخواته قبل ضربهم بالمسدس موجهًا طلقات نارية فى صدرهم، مشيرًا أنه خدع والده وزحف حتى باب الثلاجة واحضر زجاجة مياه لسكبها على الدماء حتى تسيل ولا يشعر بالخوف.

وعن اتصاله بخالته لإبلاغها أكد انه انتظر خروج والده، وحضرت لتتفاجئ بمشهد الدماء فى كل مكان، قبل أن تستغيث بالجيران لنقله للمستشفى، اذ تلقى 3 رصاصات فى أماكن متفرقة.