محاربة ”الإسلاموفوبيا”.. 94 % من الفرنسيين: الإخوان خطر داهم
سماح رضابينا استطلاع رأي شارك فيه ما يزيد عن 165 ألف شخص، أنّ 94,24% من الفرنسيين قلقون من وجود تنظيم الإخوان الإرهابي في بلادهم ويرون تزايداً كبيراً في خطرهم على الحريات والأسس العلمانية التي يقوم عليها نظام الجمهورية.
ونقلت يومية "لو فيغارو" الفرنسية التي أجرت الاستطلاع المذكور، عن أجهزة المخابرات تقديرها عدد الإخوان المسلمين في فرنسا بنحو 50 ألف شخص، مُحذّرة من تغلغلهم في جميع طبقات المُجتمع وكافة المهن ومجالات الحياة، وفي العديد من مراكز القوة منذ نحو خمسين عاماً دون التصدّي لهم بحزم، ناقلة عن ناشطين دعوتهم لوجوب تصنيف الجماعة الإسلاموية إرهابية على غرار الكثير من الدول الأخرى حتى الإسلامية.
تحذير من "التوافق"
من جهتهما حذّر الكاتبان الفرنسيان جان تشيتشيزولا وكريستوف كورنيفين، في تحقيق مُشترك لهما، من أنّ الإخوان المسلمين جعل المُجتمعات الأوروبية متوافقة مع الشريعة، مُشيرين لأهمية استطلاع "لو فيغارو" الذي طرح على مئات الآلاف من القراء سؤالاً محورياً بعنوان "هل أنت قلق من دخول الإخوان في فرنسا؟" لتفوق نسبة المؤيدين المُدركين للخطر الإخواني كافة التوقعات.
ونقلوا عن المتخصصة في شؤون الإسلام السياسي فلورنس بيرجود-بلاكلر عالمة الأنثروبولوجيا في المركز الوطني للبحث العلمي، قولها "نحن قبل كل شيء ندفع ثمن تقاعسنا المتواصل والمُتعمّد منذ نصف قرن عن مواجهة التقدّم الواضح للميول الأصولية في المشهد الإسلامي الفرنسي، وهو تقدم أظهرته عدّة معايير بشكل جيد للغاية منذ التسعينيات".
وأشارت بيرجود-بلاكلر التي لا زالت تتلقى تهديدات بالقتل بسبب كتاباتها المتخصصة في خطر الإسلاموية، إلى التأثير الكبير لفكر الإخوان المسلمين على ملايين الأشخاص في فرنسا. وهي تخضع منذ أسابيع لحماية أجهزة الأمن منذ نشر كتابها الأخير هذا العام بعنوان "الإخوان وشبكاتهم". كما اضطرت جامعة السوربون مؤخراً لتأجيل ندوة لها حول الجماعة الإرهابية، بينما تنتظر لقاءً مُهمّاً مع وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين الذي يؤكد دعمه المُستمر لها.
ضررفئات متعددة
وحول تزايد أعداد المؤيدين لهذه الحركة الإسلاموية في فرنسا، حذّرت الباحثة من أنّ الأهم من الحديث عن ضرر ما يُمثّله الإخوان من الناحية الكمّية، هو إدراك مدى خطورة فئات متعددة من الإسلاموية تتكيف مع الديمقراطيات والثقافات الليبرالية لتصل لأهدافها، وخاصة الإخوان المسلمين الذين يؤثرون أيديولوجياً على الملايين في فرنسا وأوروبا.
ويرى خبراء فرنسيون أنّ تضخيم ظاهرة محاربة "الإسلاموفوبيا" بحجة "النضال ضد العنصرية" يعمل على جعل جزء كبير من المُجتمعات الأوروبية متوافقاً مع الشريعة، وبالتالي تحقيق الخطوة الأولى الحاسمة في خطة الإخوان لأسلمة المجتمعات الغربية. ولذلك يُشدد هؤلاء الخبراء على ضرورة إيجاد كيانات بديلة لجماعة الإخوان تُمثّل الجاليات المسلمة الحقيقية، بحيث تعكس العقيدة الدينية المُعتدلة التي تتبناها الغالبية العظمى من المسلمين، وليست لديها أي أطماع أو طموحات سياسية.