بعد اليمين الدستورية لـ ولايته الثانية.. ميتسوتاكيس يتعهد بتسريع عجلة الإصلاح في اليونان
سماح رضاأدى زعيم يمين الوسط اليوناني المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس اليمين الدستورية لبدء ولايته الثانية رئيساً للوزراء، أمس الاثنين، متعهداً بتسريع عجلة الإصلاح في بلاده، غداة انتصاره الكاسح مع فوز حزبه اليميني بفارق كبير في الانتخابات التشريعية، فيما أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن رغبته في مواصلة التعاون الوثيق بين البلدين لتعزيز الازدهار والأمن الإقليميّين. كما هنّأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «صديق فرنسا وشريكها»، فيما اعتبر وزير الخارجيّة الإيطالي أنطونيو تاجاني أنّ انتصار ميتسوتاكيس يُشكّل علامة على الاستقرار السياسي الذي يعود بالفائدة على أوروبا بكاملها.
وقال ميتسوتاكيس بعد أن استقبلته رئيسة البلاد إيكاتيريني ساكيلاروبولو «سنبدأ العمل الجاد من أجل إصلاحات كبرى سريعاً». وأضاف أن لديه أهدافاً طموحة للسنوات الأربع المقبلة، مشيراً خصوصاً إلى زيادة الأجور وتوظيف كوادر طبية وأطباء في المستشفيات العامة.
وخلال مراسم رسمية في القصر الرئاسي أدى ميتسوتاكيس (55 عاماً) اليمين الدينية أمام مسؤولين من الكنيسة الأرثوذكسية النافذة في البلاد وفق التقاليد المتبعة. وسيبدأ ميتسوتاكيس الذي يباشر ولاية ثانية مدتها أربع سنوات، تشكيل حكومته الجديدة. وحصل حزبه أول أمس الأحد على 40,55 في المائة من الأصوات في انتخابات عامّة جديدة هي الثانية في خمسة أسابيع. وبذلك فاز بالغالبية المطلقة التي كان يسعى إليها من أجل تشكيل حكومة من دون الاضطرار إلى بناء تحالفات. وسيشغل بذلك 158 مقعداً من أصل 300 في البرلمان الجديد. وحقق اليمين نتيجة أفضل مما حصل عليها قبل أربع سنوات، عندما تسلم السلطة مع 39,85 في المائة من الأصوات، كما حقق أحد أفضل أداء له، منذ إرساء الديمقراطية في عام 1974. وبذلك يكون ميتسوتاكيس قد كسب رهانه، بعدما دعا، رغم فوزه في الانتخابات التي أجريت في 21 مايو (أيار) الناخبين، للإدلاء بأصواتهم مرّة ثانية لتأمين غالبية مطلقة. وأمام مناصريه المحتفلين في أثينا، أكد ميتسوتاكيس أن لديه تفويضاً قوياً سيسمح له بتسريع التغييرات الكبيرة التي تحتاجها اليونان. فيما خرجت صحيفة «تا نيا» أمس الاثنين بعنوان عريض: «دون خصوم، هيمنة مطلقة لميتسوتاكيس»، في حين أعرب بعض المحللين عن قلقهم من السلطة المطلقة لليمين على البرلمان في مواجهة معارضة يسارية ضعيفة للغاية.
ورغم تعافي الاقتصاد اليوناني خلال الولاية الأولى لليمين بفضل انتعاش السياحة خصوصاً، فإن اليونانيين ما زالوا يعانون ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض الأجور. وسيسمح هذا الانتصار الكبير لخريج جامعة هارفارد الأمريكية المرموقة، ووريث عائلة سياسيّة كبرى، بأن يؤدي الآن دوراً رئيسياً داخل اليمين الأوروبي بقيادة الألماني مانفريد فيبر، رئيس حزب الشعب الأوروبي، المقرب منه. وأكد ميتسوتاكيس، مساء الأحد لمناصريه في مقر حزبه في أثينا أن «الديمقراطية الجديدة هو أقوى حزب من اليمين الوسط في أوروبا». ومن المقرر أن يجتمع ميتسوتاكيس مع شركائه الأوروبيين الخميس في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وكانت المعارضة اليسارية المتمثلة برئيس الوزراء السابق أليكسيس تسيبراس (2015 - 2019) شهدت هزيمة جديدة أمام «الديمقراطية الجديدة» بعدم تمكنها حتى من الحفاظ على نتائجها البالغة 20 في المائة في الانتخابات السابقة. وحصل «حزب سيريزا» على 17,84 في المائة فقط من الأصوات، وسيمثله 48 نائباً فقط في البرلمان الجديد.