واقعة ”مدينتي” التي هزت الرأى العام المصرى.. ماذا يقول القانون بشأن ”جرائم” الضابط الجاني؟

شهد حادث دهس ضابط مصري لأسرة كاملة في حي التجمع الأول بمحافظة القاهرة، شمال مصر، اهتمام الرأي العام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وعقب توجيه تهمتي القتل العمد والشروع فيه للضابط تمهيداً لمحاكمته أمام المحكمة العسكرية المختصة، تبقى التساؤلات حول مصير المتهم، الذي يخضع للمحاكمة أمام المحكمة العسكرية.

احترام القانون

وتسبب المتهم «ضابط بالجيش المصري»، في مقتل صيدلانية، وإصابة زوجها وأولادهما الثلاثة، بعد دعسهم بسيارته، ليعلن بعدها المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية، في بيان، تقديم المتهم للمحاكمة العسكرية.

وأضاف البيان: «تؤكد القوات المسلحة على كامل احترامها لمبدأ سيادة القانون، كما تتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيدة، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين».
الإجراءات المتبعة
وأوضح المحامي أيمن محفوظ، أن المحاكمات العسكرية تكون ذات الإجراءات المتبعة في المحاكم العادية، عدا أن صاحب الحق لا يجوز له إبداء طلبات أو ادعاء أمام القضاء العسكري.
وأكد أن الأحكام العسكرية تكون نافذة ولا يجوز الطعن فيها إلا بالتظلم، الذي يمكن أن يعدل العقوبات، أو الأمر بإعادة المحاكمة، ولكن إذا تم التصديق على الحكم فإنه يكون حكماً نهائياً غير قابلا للطعن، مشيرًا إلى أن القضاء العسكري معروف عنه أن محاكماته أسرع من محاكمات القضاء العادي حيث تعج المحاكم العادية بالقضايا.

وأسندت النيابة العسكرية إلى المتهم جرائم القتل العمد والشروع فيه، وهو ما قد تصل عقوبته إلى الإعدام وفقاً لقانون العقوبات المصري.
قانون العقوبات
وذكر قانون العقوبات ضمن مواده، أنه يُحكم على مرتكب جناية القتل العمد، بالسجن المؤبد أو المشدد، لكنه قد يتلقى عقوبة الإعدام، إذا تقدمت الجناية أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى.
وأشار قانون العقوبات المصري إلى أن الظرف المشدد يفترض ارتكاب الجاني لجناية أخرى إلى جانب جناية القتل العمد، خلال فترة زمنية قصيرة، مما يعنى أن هناك تعدداً في الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.

كما يواجه المتهم، تهمة «الشروع في القتل» والتي ينص قانون العقوبات أن يحصل المتهم بها على العقوبة الأخف من عقوبة ارتكاب الجريمة التامة، بما يعني أنه لو كانت عقوبة القتل الإعدام، فيحصل المتهم بالشروع فيه على السجن المؤبد، ولو كانت السجن المؤبد فعقوبة الشروع هي السجن المشدد، وإذا كانت السجن المشدد لمدة معينة، تصبح العقوبة السجن نصف تلك المدة.
كاميرات المراقبة
وكانت كاميرات مراقبة كشفت تفاصيل الحادث، حيث قام قائد السيارة المتسبب في الحادث، وهو ضابط، بدهس الصيدلانية عمداً بسبب ما تردد عن قيام أحد أبنائها بخدش سيارته.
وأسفر الحادث عن مصرع الصيدلانية متأثرة بإصابتها بنزيف في المخ، كما أصيب الأب ويعمل طبيباً بيطرياً، وإصابة أطفالهما الثلاثة بجروح متفرقة، وتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
وبحسب روايات شهود العيان، فإن الزوجة الضحية تدعى «بسمة» وهي زوجة طبيب يدعى «حمدان زكي» يعمل بشركة أدوية في إحدى الدول العربية، وكانت في إجازة لزيارة أهلها بمصر خلال فترة عيد الأضحى.

وكشفوا أن سبب الحادث يعود إلى أن طفلها كان يلعب بـ«سكوتر» أمام المنزل فاصطدم بسيارة المتهم، وعندما علم والد الطفل بما حدث اصطحب أطفاله وذهب إلى مالك السيارة للاعتذار ونشبت مشادة بينهما، وحاول الأب الانصراف تجنبا لتفاقم المشكلة.

وأكد شهود العيان أن صاحب السيارة استقل سيارته ولحق بالأب وأسرته ودهسهم جميعاً عمداً ونتج عن ذلك وفاة الأم وإصابة باقي أفراد الأسرة.