”الثقافة”وجامعة الأزهر توقعان بروتوكول لتفعيل منهجية الدولة لبناء الإنسان
سماح رضاقالت وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني "إن جامعة الأزهر منارة علمية عريقة، شاهدة على سماحة مصر ووسطيتها واستنارتها، فهي حريصة على نشر قيم المعرفة والعلم والتآخي والتواد بين بني الإنسان انطلاقا من جوهر الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السامية التي تلقتها مصر بحضارتها العريقة ونشرتها في أرجاء العالم كله من خلال الأزهر، مما يثبت أن مصر هي موطن العلم والسلام والمحبة"، منوهة بحرص وزارة الثقافة على أن تكون متواجدة داخل جامعة الأزهر، بما تمتلكه من خبرات لدعم الأنشطة الثقافية والفنية لتبقى مسيرة الإبداع المصري متصلة ومزدهرة في أرجاء البلاد كلها.
جاء ذلك خلال توقيع وزيرة الثقافة، خلال زيارتها لجامعة الأزهر، اليوم الثلاثاء، بروتوكول تعاون مع رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة جمعة داود، بهدف تعزيز وتدعيم أوجه الشراكة الاستراتيجية المرتبطة بتنفيذ محور بناء الإنسان، وصقله ثقافيا وتوعويا، بما يخدم تأصيل مفاهيم الوسطية والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع.
وأضافت وزيرة الثاقة "اليوم نطلق سويا إطار تعاون ربما يكون الأول من نوعه بين وزارة الثقافة وجامعة الأزهر، حيث تجمعنا رؤى مشتركة، غايتها الأساسية بناء الإنسان المصري وصقله روحيا بمبادئ ثقافته المصرية الأصيلة وقيمها الحضارية التي أضاءت للبشرية منذ القدم سبل المعرفة والحق والعدل".
وتابعت: "اليوم ونحن نستقبل الجمهورية الجديدة، فإننا نحرص على تضافر الثقافة والعلم معا تحقيقا لرؤية مصر 2030 التي تحتفي بمنظومة قيم الثقافة المصرية، وتتيح سبل نشر الإبداع والإنتاج الفكري والعلمي إيمانا بمقدرة مصر على العطاء المستمر في مختلف مجالات الإبداع الإنساني".
ومن جهته، وجه رئيس جامعة الأزهر الشكر لوزيرة الثقافة على اهتمامها وحرصها على تقديم أوجه الدعم الثقافي لأبناء جامعة الأزهر، لتفعيل مستهدفات الدولة المصرية في بناء الإنسان.
وأكد أن جامعة الأزهر تحمل رسالته العالمية والحثيثة لنشر الفكر الوسطي، وتأصيل مفاهيم السماحة والتعايش السلمي وقبول الآخر بين الجميع بكافة الأرجاء، ووذلك حيث أن الثقافة تمثل قوة حيوية داعمة لتفعيل وتأصيل هذه المفاهيم لدى أبناءنا.
وتضمن البروتوكول تكثيف الأنشطة الثقافية والفنية مع الجامعة وفروعها بالمحافظات لاكتشاف ودعم الموهوبين من أبناء جامعة الأزهر بكافة مجالات الفنون والآداب، وكذلك بالمناطق الحدودية، والاهتمام بالأقاليم فيما يتعلق بالمجالات الإبداعية، وتكثيف تقديمها لطلاب ما قبل التعليم الجامعي، لإكسابهم الوعي البناء، والمساهمة قي مواجهة الأفكار الهدامة التي يتعرضون لها بالوسائل المتعددة.. كما يهدف إلى البدء في إعداد تصور شامل لأجندة برامجية متكاملة ثقافيا وفنيا وعلميا ليتم تفعيلها على مدار العام الدراسي لأبناء جامعة الأزهر ومراحل التعليم ما قبل الجامعي، تتضمن مختلف الأنشطة والمجالات الإبداعية التي تستهدف بناء الإنسان.
واتفق الجانبان، خلال اللقاء، على ضرورة الاهتمام بمشاركة وإدماج الشباب الأفارقة بالجامعة ضمن الفعاليات الثقافية والفنية المقترحة، واكتشاف مواهبهم والتعبير عن ثقافاتهم وفنونهم المتعددة من خلال فعاليات متنوعة سيتم إعدادها خصيصا لهذا الهدف.
وينص البروتوكول على التعاون بشتى المجالات الثقافية والتوعوية والفكرية والمرتبطة بدعم نشاطات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ونشر وتعميق خطاب الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي في إطار وطني جامع استهدافا لنبذ خطابات العنف والكراهية، ودعم التعاون وتنمية الوعي الثقافي للمجتمع المصري، بالإضافة إلى نشر قيم الثقافة والأخلاق والتذوق الفني والهوية البصرية، بما يبرز دور الحضارة الإسلامية والعربية التاريخي ودور الحضارة المصرية وتأثيرهما في قيم وثوابت المجتمع، فضلا عن تعزيز الهوية المصرية.