باحث يستخدم الحشرات للكشف عن جرائم «القتل والاغتصاب»

توصل باحث بكلية العلوم بجامعة بنها إلى نتائج جديدة فى مجال علم الحشرات الجنائى، من خلال دراسة بعنوان «التعرف على الحشرات وتحديد الفاصل الزمنى للوفاة باستخدام البيولوجيا الجزيئية للحشرات»، والتى تقدم بها لنَيْل درجة الدكتوراه، كأول باحث مصرى فى هذا المجال، من خلال المشاركة فى بعثة علمية تنافسية بجامعة تكساس فى الولايات المتحدة الأمريكية على مدار عامين حصل بعدها على درجة الدكتوراه تحت إشراف علمى مشترك بين جامعتى بنها وتكساس.

وقال الدكتور أحمد عبدالرؤوف الحفناوى إنه كان يعمل على 3 مشروعات بحثية تابعة لوزارة العدل الأمريكية بخصوص موضوع حشرة جديدة دخلت بيئة ولاية تكساس، ولم يعرف العلماء آنذاك عن دورة حياتها أى شىء، مؤكدًا أنه نجح فى ذلك، وتمت الإشادة بأبحاثه، التى تم نشر نتائجها فى الولايات المتحدة الأمريكية فى دوريات علمية من الدرجة الأولى.

وأضاف أن بحثه يعتمد على استخدام علم الحشرات الجنائى فى كشف الجرائم وضبط المجرمين عن طريق كشف موطن الحشرة وزمن تواجدها فى الجثة والحامض النووى (DNA) فى جرائم مثل الاغتصاب، وكذلك فى كشف جرائم تهريب المواد المخدرة، قائلًا إن البحث فى الأصل هو «ببساطة رسالة للمجرمين.. لن تُفلتوا بجرائمكم». وأكد الباحث أن البحث سيغير المثل القائل: «مش هخلِّى الدبان الأزرق يعرف مكانك» إلى «الدبان الأزرق هيعرف مكانك»، حيث يمكن أن تتحول الحشرة إلى أداة يستخدمها فريق البحث الجنائى لتحديد هوية الجانى، لافتًا إلى أن رائحة الموتى جاذبة لأنواع من الذباب، ومنها الذباب الأزرق والأخضر الذى يلتقط هذه الرائحة من مسافات بعيدة للغاية ويحوم حول مكان دفن الجثة، ويتوالى وصول الحشرات بأنواعها إلى مكان الجثة. وأوضح الباحث أن العثور على نوع معين من الحشرات بمنطقة ما فى جثة عُثر عليها بمنطقة أخرى دليل على نقل جثة المجنى عليه من مكان وقوع الجريمة الأصلى، وأيضًا وقت الجريمة يمكن أن يساعد الذباب فى التوصل إليها، ومن ثَمَّ تحديد هوية مرتكب الجريمة، مشيرًا إلى أن الذباب عندما ينجذب إلى رائحة الميت فإنه يقوم بوضع البيض الخاص به على الجثة، ثم تفقس اليرقات لتخرج حشرة كاملة، ومن خلال العثور على اليرقات على الجثة، يمكن حساب الفترة الزمنية بين وضع البيض وخروج اليرقات لتحديد وقت حدوث الجريمة. وأكد الباحث أن علم الحشرات الجنائى لا يزال غير معروف بدرجة كبيرة فى الأوساط العلمية العربية، باستثناء عدد قليل من الدول، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال إن بعض الحشرات يمكن أن تحفظ البصمة الوراثية للمتهم فى جرائم مثل الاغتصاب، وباستخراج الحمض النووى DNA الخاص بالجانى من الحشرة ومضاهاته مع المشتبه فيهم، يتم تحديد هوية مرتكب الواقعة.