ذكرى ميلاد «قيثارة الغناء».. لماذا لقبت نجاة ب«الصغيرة»
سماح رضاتحتفل المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة بعيد ميلادها الخامس والثمانين، الجمعة 11 أغسطس، وهو العمر الكبير الذي أفنته في الفن منذ أن كانت في الخامسة من عمرها عبر أثير الإذاعة المصرية، ومنها إلى السينما وعالم الغناء، لتحصد شهرة كبيرة في مصر والعالم العربي.
النشأة والبدايات
كانت قد, نشأت نجاة محمد كمال حسني البابا الشهيرة بـ «نجاة الصغيرة» في عائلةٍ فنية، وكانت شقيقتها الصغرى السندريلا سعاد حسني ممثلة، وشقيقها عزّ الدين ملحناً، كما كان أخوها سامي حسني يهوى العزف على التشيلو رغم عمله في تصميم المجوهرات.
بدأت نجاة حياتها الفنية في عمر 5 سنوات عندما غنت في حفل خاص في وزارة المعارف لأول مرة، وبعدها بثلاث سنوات صوّرت أول فيلم لها بعنوان «هدية» عام 1947.
ومنذ هذا التاريخ، وهي تتدرب على الغناء وتقلد كبار المطربين مثل أم كلثوم، وتقدم الأغنية تلو الأخرى حتى قدمت عدداً كبيراً منها، مثل: «عيون القلب» و«ساكن قصادي»، و«ماذا أقول له»، و«فراق الأحباب»، و«آه لو تعرف»، و«الطير المسافر».
لم تكتفِ بالسير في عالم الغناء، بل تابعت طريقها في عالم السينما ومثلت في العديد الأفلام، مثل: فيلم «بنت البلد» عام 1955، و«الشموع السوداء» عام 1962، و«القاهرة في الليل» في 1963، ليصل إجمالي عدد أفلامها إلى 13 فيلماً قدمتها قبل الاختفاء التام عام 2002.
لقب «الصغيرة»
أطلق على نجاة لقب «الصغيرة» للتمييز بينها وبين فنانة أخرى وهي «نجاة علي»، وكانت تسبقها إلى الحياة الفنية، وكانت مزدهرة في تلك الفترة التي بدأت فيها نجاة، واستمر اللقب لتصبح «نجاة الصغيرة» حتى الآن، كما لقبت أيضاً بـ«قيثارة الفن».
وقيل إنها لقبت بنجاة الصغيرة نسبة إلى جسدها الذي كان صغيراً أثناء بداية مشوارها الفني، حيث بقي هذا اللقب ملازماً لنجاة طوال رحلتها الفنية.
اختفاء مستمر
بعدما كبرت في السن، رفضت نجاة الصغيرة أي ظهور إعلامي معتبرة أن هناك صورة محفورة في أذهان الناس هي الأجمل والأفضل لها.
وفي عام 2020، أثيرت بعض الأقاويل حول تدهور حالتها المعيشية، ما أثار حزن محبيها، حيث تم تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر قيل إنها للفنانة نجاة الصغيرة، وهي تجلس أمام البناية التي تسكنها بمنطقة الزمالك وسط القاهرة.
وذلك عقب وقوع حادث في شقتها الكائنة بعمارة الشربتلي يتمثل بهبوط أرضي نتيجة تدشين مشروع مترو الأنفاق الجديد، ما دفع المسؤولين إلى اتخاذ قرار بإخلاء العقار تماماً من سكانه، ومن بينهم نجاة الصغيرة.
وتردد وقتها أن هناك احتمالاً كبيراً أن تكون نجاة هي نفسها سيدة ترتدي نقاباً ظهرت بشكل مُتخفٍ، وكانت تجلس على كرسي أسفل العقار، وأثار هذا حزن محبيها خوفاً من تعرضها لأزمة نفسية ومادية بسبب ظروف العقار.
لكن الإعلامي عمرو أديب نفى في برنامجه «الحكاية» كل ما أثير حولها، وأكد أن نجاة تعيش حياة كريمة، ولا تعاني أي عوز مادي أو معنوي، وطلب من مروجي الشائعات أن يتركوها وشأنها، ويتمنوا لها حياة سعيدة، لأنها هرم مصر الرابع، حسب قوله.
وقبل عامين، أثارت شائعة تدهور صحتها كثيراً من ردود الفعل القلقة، لكنها حسمت الجدل بقبول عرض عمرو أديب بإجراء مكالمة صوتية على الهواء مباشرة من خلال برنامجه «الحكاية»، حيث طمأنت الجمهور على صحتها وقالت إنها بخير، وإن صحتها في أحسن حال.
والجدير بالذكر, تحدثت الفنانة عن العديد من الأمور منها سبب غيابها الفني، وقالت إنها تتمنى العودة في حالة وجود عمل جيد يقنعها، ولكن المشكلة الحقيقية التي تواجهها هي أن معظم العازفين الذين عملوا معها لم يعودوا موجودين، وستقابل، على حسب قولها، صعوبات سواء من العازفين أو الملحنين، لأنه لا يوجد ملحنون يصلحون للعمل معها، وقد تكون أغانيها صعبة لكنها تحلم بأن تجد من يحقق لها عملاً تتمنى تنفيذه ويشجعها على العودة.
وقالت نجاة إنها تقضي وقتها في منزلها مستغلة الوقت في سماع الموسيقى، وإنها تحب سماع كثير من المقاطع الفنية لكوكب الشرق أم كلثوم.
واختتمت نجاة حديثها لعمرو أديب قائلة: «أحب أن أطمئن جمهوري الغالي والعزيز عليّ، أنا بخير، ما زال يمكنني الغناء، ولكنني لا أستطيع التعبير عن حالي بالحديث».