بالتفاصيل .. السياح يعيشون أجواء رائعة بالمعالم الأثرية والسياحية فى الأقصر
حالة من السحر والجمال تتزايد مع دخول أيام الموسم السياحى الشتوى بمدينة الأقصر، عاصمة الحضارة المصرية القديمة جنوب مصر، حيث تتوافد الطوابير والأفواج الكبيرة من السائحين على زيارة المعالم الأثرية فى البر الغربى والشرقى من معابد الكرنك والأقصر ومعبد الملك حتشبسوت بالدير البحرى ومقابر وادى الملوك والملكات، والتى ترتفع حالة الإقبال عليها مؤخراً بصورة كبيرة تبشر بموسم سياحي شتوي مميز للغاية هذا العام.
ويقول الخبير السياحى محمد عبد الحميد ابن الأقصر، إنه تشهد المعابد إقبالا سياحيا كبيرا من الأفواج السياحية القادمة من العواصم العالمية، وسط استعدادات مميزة من رجال السياحة والآثار بالأقصر للموسم السياحى الشتوى وزخم حركة السائحين، مع توقعات بزيادة حركة السياحة والإقبال الكبير من الأفواج السياحية خلال الأسابيع المقبلة من الموسم السياحى الشتوى، موضحاً إنه تشهد المعابد حالة من الإقبال السياحى من الأفواج القادمة من عواصم العالم من أمريكا وكندا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا ومقدونيا وإسبانيا والتشيك وغيرها من الدول الأوروبية برفقة أسرهم وعائلاتهم للاستمتاع بالطقس الدافئ فى تلك الأيام، بجانب الإقبال الكبير من سياح الدول الأسيوية الذين يتوافدون بصورة كبيرة فى تلك الأيام على الأقصر، وسط حالة من البهجة بين العاملين بالقطاع السياحى.
ويضيف محمد عبد الحميد، أن زيارات السياح لم تتوقف فى المعابد والمقابر ولكن ظهرت فى شوارع الأقصر بجولات بالحنطور وجولات على أقدامهم بالكورنيش ومحلات وشوارع الأقصر للاستمتاع على طريقتهم الخاصة، مشدداً على أن المشروعات الأثرية التي تم القيام بها على مدار السنوات الماضية، ساهمت بشكل كبير في تقديم أفضل خدمات للسائحين القادمين من حول العالم، حيث تم تجميل المداخل الخاصة بالكرنك، ووضع علامات استرشادية باللغات المختلفة لخدمة أفضل للضيوف، بجانب مشروعات الترميم والتطوير التى تمت فى الكرنك ومعبد الأقصر وباقي معابد ومقابر البر الغربي أدت لتغيير الصورة أمام السياح خلال زيارتهم للمحافظة هذه الفترة.
وفى البر الغربى المدينة الأكثر سحراً، مع دخول الموسم السياحى الشتوى ونسمات الشتاء الباردة فى النهار، تشهد منطقة معبد الملكة حتشبسوت في الدير البحرى غرب محافظة الأقصر، حالة من الإقبال السياحى الكبيرة من الأفواج القادمة من حول العالم للإستمتاع بأحد أهم المزارات الأثرية فى البر الغربي والذي تمت إقامته فى قلب جبل القرنة غرب المحافظة ليرصد تاريخ وفترة حكم الملكة حتشبسوت لمصر.
وتتوافد الأفواج السياحية من مختلف جنسيات العالم على زيارة الأقصر فى تلك الفترة، حيث إنه فى مقدمتهم سياح دول شرق آسيا من الصين واليابان وكوريا وغيرها، بجانب بعض الجنسيات الأوروبية وأبرزهم الأسبان والإنجليز والأمريكان والمقدونيين والألمان والأمريكان أيضاً، حيث تضم كافة الزيارات السياحية غرب الأقصر، التواجد لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحرى، والذي تم تشييده في باطن جبل القرنة ليضفى بهجة خاصة على السياح خلال زيارته.
وتعتبر الملكة حتشبسوت من أعظم ملوك مصر فهى حكمت مصر القديمة 21 سنة و9 أشهر فى مدينة طيبة، وتعتبر من أبرز ملكات مصر القديمة حيث كانت الفرعون الخامس من عصر الأسرة الثامنة عشرة فى مصر القديمة، موضحاً إنه تعتبر الملكة حتشبسوت من أنجح ملوك الفراعنة حيث تميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التى أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار، فهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحتمس الأول وأمها الملكة أحموس، وكان أبوها الملك قد أنجب تحتمس الثانى، وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية، ليشاركا معا فى الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له، حيث إن الملكة حتشبسوت خلال فترة حكمها، اهتمت بالأسطول التجاري المصري فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها في النقل الداخلي لنقل المسلات، التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود، كما واجهت حتشبسوت مشاكل كبرى، خاصة مع الشعب الذى كان يرى أغلبه أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقاً للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض، لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم، وفى الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبيا وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد.
و توافد الطوابير والأفواج الكبيرة من السائحين على زيارة أحد أهم المعالم الأثرية فى البر الغربى وهى مقابر وادى الملوك والملكات، والتى ترتفع حالة الإقبال عليها مؤخراً بصورة كبيرة تبشر بموسم سياحي شتوي مميز للغاية هذا العام، وجاءت تلك الزيارات السياحة الضخمة مع خطوات من رجال الآثار بفتح مقابر جديدة أمام السياح فى منطقة وادى الملوك والملكات، حيث أعلنت منطقة وادى الملوك الأثرية غرب محافظة الأقصر، بقيادة الدكتور على رضا مدير المنطقة، عن إستمرار أعمال التطوير الشاملة في المنطقة لخدمة الأفواج السياحية التي تزور شرق وغرب الأقصر من دول العالم المختلفة، حيث تقرر فتح 3 مقابر لملوك من القدماء المصريين أمام الزوار، وغلق 2 آخرين لإجراء عمليات الترميم الدقيقة.
وفي هذا الصدد صرح الدكتور على رضا مدير منطقة وادى الملوك الأثرية غرب الأقصر، إنه تم التنبيه على كافة المرشدين السياحيين والمهتمين بالشأن الأثري، إنه سوف يتم إعادة فتح مقابر الملوك رمسيس التاسع رقم 6، والملك سيتي الثاني رقم 15، والملك سابتاح رقم 47، وذلك أمام الزائرين بمنطقة وادي الملوك، موضحاً إنه سوف يتم غلق مقابر الملوك رمسيس الثالث رقم 11 والملك رمسيس السابع رقم 1، وذلك لبدء أعمال الترميم المعمارى والدقيق داخل تلك المقابر وذلك من صباح اليوم الأحد الأول من أكتوبر 2023، موجهاً خالص التحية لكافة العاملين فى الترميمات لخدمة زوار الحضارة المصرية القديمة، وذلك برعاية الدكتور أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، وبإشراف دائم من الدكتور الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وأوضح الدكتور على رضا مدير منطقة وادى الملوك الأثرية، إنه تم مع بداية شهر سبتمبر الماضى إعادة فتح مقبرة الملك مرنبتاح رقم 8 ومقبرة الملكة تاوسرت رقم 14 بوادي الملوك، وذلك بعد الإنتهاء من أعمال الترميم وتجهيز المقبرتين للزيارة، وتم غلق مقابر الملوك رمسيس التاسع رقم 6 والملك سيتي الثاني رقم 15 والملك سابتاح رقم 47 وذلك لإجراء أعمال الترميم المعمارى والدقيق.
كما اختتمت فى البر الغربى فعاليات رحلات المغامرين الأجانب الذين حضروا من حول العالم، للاستمتاع بسحر رياضة المظلات الجوية – الباراموتور – فى سماء الأقصر، ومشاهدة المعالم الأثرية والسياحية من أعلى السماء، وسط أجواء من البهجة خلال الاستمتاع بإحدى فعاليات الباراموتور اللعبة الشهيرة حول العالم، حيث حلقت في سماء مدينة الأقصر على مدار الأيام الماضية بعروض مميزة بالمظلات تحمل إسم "الباراموتور"، والتي جابت السماء حول منطقة معابد البر الغربي ومعابد الكرنك والأقصر.
وتم تنظيم تلك العروض الجوية فوق معابد الأقصر بعد نجاحها في محافظات الفيوم والساحل الشمالي وفوق أهرامات الجيزة، والتي تنظمها الشركات المتخصصة فى تلك الألعاب الرياضية، وذلك بمشاركة طيارين ومظليين من الحاصلين على مراكز عالمية في ممارسة تلك الرياضة في اليابان والمانيا واسبانيا وهولندا ومصر، لإضفاء نمط سياحي جديد في مدينة الأقصر لتحقيق سحر المغامرة والبهجة بين السائحين من حول العالم.
ومن جانبه صرح الخبير السياحى محمد عثمان، إنه قامت إحدي شركات المظلات الجوية بتنظيم حدث مميز بجلب مغامرين ولاعبين من حول العالم للإستمتاع بالمظلات الجوية "الباراموتور" فى سماء الأقصر، حيث أعجبت الوفود الأجنبية من السائحين المتواجدين في معالم الأقصر الفرعونية، وظهرت تلك العروض الجوية فى السماء أعلى معابد الكرنك ومعبد الأقصر وساحة أبو الحجاج الأقصر.
ويضيف محمد عثمان، إنه مع قدوم فصل الشتاء والطقس المعتدل وقلة الرياح الشديدة صباحاً فى سماء الأقصر تنظم الشركات المتخصصة فى المظلات الجوية بعد الفعاليات المتنوعة فى شرق وغرب الأقصر، حيث خرجت تلك المظلات من إحدي المناطق الزراعية بمدينة الأقصر، للتحليق بالمغامرون واللاعبون أعلى معابد شرق وغرب الأقصر وهى معبد الملكة حتشبسوت بالبر الغربي ومعبد الرمسيوم وحول تمثالي ممنون في البر الغربي بالأقصر، وذلك عقب تقديم استعراضات جوية أبهرت أهالي البر الغربي والأفواج السياحية التي تزور مصر حالياً.
