طبيب الإنسانية دكتور جمال شعبان يتدبر آيات من القرآن الكريم

سطر طبيب الانسانية دكتور جمال شعبان كلمات من ذهب في منشور علي صفحته الشخصية

يتدبر فيه آيات من القرآن الكريم

ونعرض لكم منشور دكتور جمال شعبان

ولا تصعر خدك للناس

{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}

والآيات من سورة لقمان

هي وثيقة خالدة في الأخلاق جاءت علي لسان لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه وفلذة كبده

واضعا الدستور الأخلاقي الخالد في أصول إيتكيت التعامل مع الآخرين

ولا تصعر خدك للناس

ولا تصعر وفي قراءة أخري ولا تصاعر

والصعر هو الميل والالتواء والانحراف

والإعراض بالخد وهو جانب الوجه

والميل بالعنق وتجاهل eye contact

وعدم الاكتراث كلها من سمات المستكبرين الذين يتعالون علي خلق الله

مستخدمين لغة الجسد كوسيلة تعبيرية عن مكنون صدورهم من احتقار الآخرين والاستعلاء عليهم

وتلك الحركات الجسدية التي قد تبدو تلقائية عادية بالنسبة للمغرورين

إلا أنها طعنات في كرامة الناس وتعميق لإحساسهم بالدونية

والشخص حينما يميل بخده ويعرض عن الناس ويمشي في الأرض وحيدا فريدا مختالا فخورا

يعتقد أنه سيخرق الأرض ويبلغ الجبال طولا لسان حاله كما يقول المثل المصري

( يا أرض انهدي ما عليك قدي)

بينما الذي يتهدم فعلا هو بنيان الحب والتواصل الاجتماعي وغروره هو المسمار الأول في نعش الإنسانية

ونرجسيته هي بمثابة المعول الافتتاحية التي سينقض بسببها بنيان التراحم والتواد والتعاطف واللحمة الاجتماعية وتنفصم من جرائها عروة المودة الوثقي فليمش الإنسان بطريقة معتدلة

لا كبر فيها ولا خيلاء فكيف يتكبر ابن التراب والطين علي أخيه في الإنسانية ابن التراب والطين

والذي مآله في النهاية هو نفسه تحت الثري والتراب

لكن ذلك يحدث يوما عندما ينسي الطين أنه طين ويصول تيها في الأرض فيعربد

ويميل بوجهه عندما يرفل في الحرير ويتمرد حينما ينتفخ كيسه بالدينار والدولار

متوهما أنه فرقد في العلا يتلألأ وأن أخاه الإنسان فحمة أو هباءة كما قال أبو ماضي

واغضض من صوتك

وكما أمرنا بغض البصر أيضا أمرنا المولي عز وجل بغض الصوت

والصوت الزاعق الناعق لا يتواءم مع الرقي الإنساني بل ينحدر إلي صفات الحيوانات

الناعقة الناهقة الزاعقة

ما أجمل أن يكون الإنسان خفيض الصمت هامس الحس مرهف المشاعر

دمث الأخلاق لين العريكة رقيق الحاشية

فالصوت الزاعق هو صوت الرعد العقيم أما المطر المثمر الذي ينزل بالخصب والنماء

فلا صوت له

وعندما يكون منطق الإنسان ركيكا وحجته واهية وبرهانه مدموغا

يلوذ ويتشبث بأحباله الصوتية فتعلو عقيرته ويرتفع صوته

كما نري في برامج التوجهات المتباينة التي تكرس الاختلاف

وتحض علي التناقضات وتصب زيت الخلاف علي أتون المشاحنات

والأصوات الزاعقة سواء من مايكات أو ديچيهات أو أبواق السيارات تحدث التلوث الصوتي

الذي يتلف الجهاز العصبي والأوعية الدموية للإنسان

كما يتسبب الصوت المرتفع والمستمرّ في الفقدان المؤقت أو الدائم للسمع وارتفاع في ضغط الدم

واختلال كهرباء القلب

نتيجة زيادة إفراز هورمونات الضيق والغضب والانفعال الأدرينالين والنورأدرينالين

كما يحدث اضطراب في وظيفة الكليتين

بالإضافة إلي الضرر النفسي حيث تثير الضجة الشعور بالخوف والضغوط على الأعصاب

وتخفض القدرة على التركيز بالأفكار والعمل والتعلم

والتشبيه بصوت الحمار ليس قدحا

في وظيفة الحمار ولا طرحا من قيمته كوسيلة لركوب الإنسان

فلقد امتن المولي عز وجل بالحمير حينما وضعت في سياقها حيث وضع الحمير في جملة مفيدة مع الخيل التي في نواصيها الخير

قال تعالي والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة

ولكن التركيز هنا علي قبح الصوت الزاعق

ليتنا نتعلم التواضع والدماثة وأدب الاختلاف

وكيف نحب أنفسنا دون تطاول علي الآخرين

#حكيم_قلوب_يتدبر

#ما_تزعلوش