22 نوفمبر 2024 20:17 20 جمادى أول 1446
قضية رأي عام
رئيس مجلس الإدارة هشام ابراهيم رئيس التحرير محمد صلاح
قضايا وتحقيقات

رمضان 2022| خطبة الجمعة توضح كيفُ نستقبلُ الشهرَ الكريمَ

قضية رأي عام

أشارت وزارة الأوقاف إلى أن خطبة الجمعة اليوم 29 شعبان 1443هـ الأول من إبريل 2022م تحت عنوان "كيفُ نستقبلُ الشهرَ الكريمَ " .

وأكد الوزارة على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.

وتشير خطبة الجمعة إلى أنَّ شهرَ رمضانَ المباركِ حافلٌ بالنفحاتِ الربانيةِ والمنحِ الإلهيةِ ،مبينة كيفُ نستقبلُ الشهرَ الكريمَ

مشددة على أنْ يحرصَ المسلمُ فيهِ علي أداءِ العباداتِ والإكثارِ مِن الطاعاتِ، كقراءةِ القرآنِ وتدبرِ معانيهِ.

نص خطبة الجمعة:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائِلِ في كتابِهِ الكريمِ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهدى والفرقان)، وأَشهِدُ أنْ لا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صَلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَنْ تبعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدّينِ.

وبعدُ:

فإنَّ شهرَ رمضانَ المباركِ حافلٌ بالنفحاتِ الربانيةِ والمنحِ الإلهيةِ ، فهو خيرُ الشهورِ، وفيه خيرُ الليالِي، ونزلَ فيهِ خيرُ كتابٍ مِن ربِّ العالمين، والمسلمونَ في شتّي بقاعِ الدنيَا في شرفِ استقبالِ ذلك الضيفِ الكريمِ باغتنامِ أيامهِ الفاضلةِ، ولياليهِ العامرةِ، وثوابهِ غيرِ المحدودِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم) : ( كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعَفُ ، الحسنةُ بعشرِ أمثالِهَا ، إلى سَبْعِ مائةِ ضِعفٍ ، قال اللهُ تعالى :إِلَّا الصَّوْمَ ، فإنَّه لِي ، وأنا أجزي به ، يَدَعُ شهوتَهُ وطعامَهُ مِن أجلِي ، وللصائمِ فرْحتانِ : فرحةٌ عند فِطرِه ، وفرحةٌ عند لقاءِ ربِّهِ، ولَخَلُوفُ فمِ الصائمِ ،أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المِسكِ)، ويقولُ (صلَّي اللهُ عليه وسلم) : (إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ : يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ مِن النارِ ، وذلك كلَّ ليلةٍ ).

شهرُ رمضانَ هو موسمٌ للمسارعةِ إلي الخيراتِ ، والتسامحِ ، والإصلاحِ بينَ الناسِ، وحريٌّ أنْ نستقبلَهُ بالتراحمِ والتكافلِ والتواددِ، والتوسعةِ علي الفقراءِ والمساكينَ، فقد كانَ نبيُّنَا ( صلَّي اللهُ عليه وسلم ) أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ ، فمِن حسنِ استقبالِ شهرِ البرِّ والجودِ والكرمِ استقبالُهُ بإكرامِ المحتاجين؛ لنيسرَ عليهم قدومَ الشهرِ الكريمِ، والكريمُ لا يضامُ، وأجرهُ جِدُّ عظيمٌ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)، ويقولُ نبيُّنَا ( صلَّي اللهُ عليه وسلم ) : ( إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُهَا مِن باطنِهَا وباطنُهَا مِن ظاهرِهَا أعدَّهَا اللهُ لمَنْ أطعمَ الطَّعامَ وأفشَى السَّلامَ وصلَّى بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ)

وينبغِي أنْ يحرصَ المسلمُ فيهِ علي أداءِ العباداتِ والإكثارِ مِن الطاعاتِ، كقراءةِ القرآنِ وتدبرِ معانيهِ، وصلاةِ القيامِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)

ويقولُ (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ لهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).

كما ينبغِي عليهِ – أيضًا – أنْ يحسنَ الاقتداءَ برسولِنَا ( صلَّي اللهُ عليه وسلم) فيمَا كانَ يفعلُهُ في هذا الشهرِ الكريمِ، كتعجيلِ الفطرِ، وتأخيرِ السحورِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا( صلَّي اللهُ عليه وسلم ) : (لا تَزالُ أُمَّتي بخَيرٍ ما عَجَّلوا الإفطارَ، وأخَّرُوا السُّحورَ) ، ويقولُ ( صلَّي اللهُ عليه وسلم ) : (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)، كما ينبغِي عدمُ الإسرافِ في الطعامِ والشرابِ ، قال اللهُ تعالي: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ويقولُ ( صلَّي اللهُ عليه وسلم ): (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ : فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه).

ولا شكَّ أنَّ رمضانَ فرصةٌ عظيمةٌ لصلةِ الأرحامِ وإيصالِ الخيرِ لهُم بكلِّ صورهِ الماديةِ والمعنويةِ ، وقدْ أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بصلةِ الرحمِ ، ووعدَ عليهَا الأجرَ العظيمَ في الدنيا والآخرةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، ويقولُ سبحانَهُ: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَي)، ويقولُ نبيُّنَا ( صلَّي اللهُ عليه وسلم ) : ( إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ) ، ويقولُ ( صلَّي اللهُ عليه وسلم ) : ( مَنْ سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا محمدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم)، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

إنَّ رمضانَ شهرُ الجدِّ والاجتهادِ والعملِ، وليسَ شهرَ الخمولِ والكسلِ، وتعطيلَ مصالحِ الناسِ، فلا تعارضَ بينَ الاجتهادِ في العبادةِ في شهرِ رمضانَ، وبينَ الاجتهادِ في العملِ وعمارةِ الدنيَا وإصلاحِهَا ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في شأنِ صلاةِ الجمعةِ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،وكانَ سفيانُ الثوريُّ (رحمهُ اللهُ) يمرُّ ببعضِ الناسِ وهم جلوسٌ بالمسجدِ الحرامِ، فيقولُ: ما يجلسكُم؟ قالوا: فما نصنَعُ؟! قالَ: اطلبُوا مِن فضلِ اللهِ، ولا تكونُوا عيالًا على المسلمين.

فما أحوجنَا إلي حسنِ استقبالِ شهرِ رمضانَ المباركِ واغتنامِ أوقاتهِ بما يُرضِي الله سبحانه من الأعمالِ النافعةِ للبلادِ والعبادِ .

اللهم احفظْ بلادَنَا مصرَ وسائرَ بلادِ العالمين.

رمضان 2022| خطبة الجمعة توضح كيفُ نستقبلُ الشهرَ الكريمَ

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:17 مـ
20 جمادى أول 1446 هـ 22 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:55
الشروق 06:26
الظهر 11:41
العصر 14:36
المغرب 16:56
العشاء 18:17

استطلاع الرأي