لماذا يحب القرآن الكريم الليل؟
قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أعظم مظاهر شرف الليل، أن الله أنزل فيه القرآن، فالقرآن يحب الليل، وحبه لليالي رمضان وعشره الأواخر أشد (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ).
ويبلغ الحب أشده وذروته في ليلة القدر، وهي ذلك الوقت الشريف الذي اختاره الله لنزول القرآن، حيث بلغت الطاقات النورانية أعلى درجاتها, قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ).
واضاف جمعة عبر صفحته الخاصة على الفيسبوك: كانت ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من رمضان, كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان, وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان, والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان, وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان" (رواه الإمام أحمد),، وهي ليلة القدر الكبرى.
ومن أجل ذلك كانت أعظم التجليات الإلهية من الله على عباده في الليالي الرمضانية,، وهذا سر اختيار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هذه الليالي لتهجده قبل البعثة، حيث ألهمه الله أن يكون تعبده شهرا في السنة هو شهر رمضان، كما رواه ابن إسحاق في (السيرة).
اقرأ أيضاً
وتابع: من أجل ذلك,، أمر الله بقراءة القرآن والقيام به في الليل، وأخبر أن طبيعة الليل أنسب بالقرآن لألفاظه وفهما لمعانيه وتحملا لتكاليفه، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا).