أمين «البحوث الإسلامية» يرد على ادعاء الملحدين بأن العالم أوجد نفسه بنفسه
استكمل الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد في الحلقة العاشرة من برنامجه «نحو فهم سليم» والذي يُذاع على الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، ردوده حول شبهات الإلحاد.
وقال الأمين العام إن فحوى هذه الشبهة وهي الطبيعة أنهم يقولون: إن العالم أوجد نفسه بنفسه، أو أن الطبيعة هي العلة الخالقة لنفسها، والواقع أن هذه الشبهة ـ كغيرها ـ قديمة حديثة، بمعنى أنها ليست وليدة هذا العصر، وإنما تردد صداها في عصور متعددة منذ أن وجدت البشرية على ظهر هذه الأرض.
أضاف عياد أننا عندما نناقش هذا القول؛ سنجد أنه لا يسعفه الدليل؛ لأن هذا القول ما هو إلا فرض أو مجرد افتراض، وقضية الخلق قضية عقدية، والقضايا العقدية لا تُبنى على الافتراضات، وإنما تُبنى على اليقين، ومن ثم فهذا القول لا أساس له من الصحة، ولا دليل عليه.
وتابع: ما يؤكد ذلك عدة أمور ، أولها: أن القول بأن الطبيعة هي العلة الموجدة؛ يلزم عن ذلك اعترافٌ بالفعل دون الفاعل، أو بالسبب دون المسبب، ذلك أن الطبيعة تُطلق، وإما يُراد بها الموجودات المادية الملموسة، وإما أن يُراد بها الصفات والخصائص اللازمة لهذه الموجودات، وكلا القول باطل، ذلك أننا عندما ننظر إلى القول الأول؛ سوف نجد أنه باطل؛ لأنه يلزم عنه أن تكون الطبيعة هي العلة الموجدة لنفسها، وهذا مفاده أن الأرض هي التي تخلق الأرض، والإنسان هو الذي يخلق الإنسان، والنبات هو الذي يخلق النبات، وهكذا بشكلٍ مستمر، وهذا لا يصح لما هو معروف من أن هذه الموجودات لها بداية ولها نهاية، وطالما أن لها بداية ولها نهاية، انتفت عنها صفة الأزلية أو القدم، وهذا يعني أنها في وجودها تتوقف على غيرها، ومن ثم فإن القول بأن الطبيعة الموجدة لا يسعفه الدليل.
وأوضح عياد، أما المعنى الثاني للطبيعة وهو المراد به هذه الصفات والخصاص اللازمة لهذه الموجودات، ونحن ندرك ـ ويتفق العقلاء ـ على هذه الصفات أو تلك الخصائص لا تتحقق لتلك الموجودات في الطبيعة إلا على ضوء مجموعة من الأسباب والشروط التي تساعد على وجودها، ومثال ذلك كالحبة من الزرع أو الثمار توضع في الماء أو في التربة، ثم بعد ذلك تتوقف عملية النمو والإخراج على جملة من الشروط اللازمة، والذي بمقتضاها يتم النمو والخراج، وهذا يفيد أن هذه الحبة تحتاج إلى غيرها في نموها.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية العام إلى أن القول بالطبيعة يعتمد على فكرة المصادفة، وهي تعني إنكار الخالق أو العلة الموجودة لهذا العالم، وهو قول لا يسعفه الدليل، وهو تخبط، وعبث، وفوضى، وهو ما يتناقض مع قانون النظام الذي يسيطر على هذا الكون من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة، كما يمكن أن نقف عليه من خلال مقدمتين:
المقدمة المحسوسة، وهو أن هناك نظامٌ يسود العالم، والمقدمة البدهية الضرورية التي يستنتجها العقل، وهو أنه إذا وُجد النظام، فلا بد أن له مُنظِّم أو علة أو سبب يقوم على أمره، وهو ما ينقض القول بأن الطبيعة هي العلة الخالقة؛ فلا أساس له من الصحة ؛ فلا يسعفه دليل من عقل، أو حجة من منطق.