أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن الأولى بالرعاية دكتورة فاتن فتحى تكتب: محاذير واجب مراعاتها للوقاية من فيروسات الشتاء
أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن الأولى بالرعاية
دكتورة فاتن فتحى تكتب: محاذير واجب مراعاتها للوقاية من فيروسات الشتاء
تعد فيروسات الشتاء، مثل الإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد، من أبرز المشكلات الصحية السنوية التي تؤثر على الأفراد والمجتمعات. على الصعيد البشري، تتسبب هذه الفيروسات في مئات الآلاف من الوفيات عالميًا سنويًا، خاصة بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. إضافة إلى ذلك، تؤدي إلى دخول ملايين الأشخاص المستشفيات بسبب مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، وعلى المستوى الاقتصادي تفرض فيروسات الشتاء أعباء كبيرة على الأنظمة الصحية نتيجة التكاليف المرتبطة بالرعاية الطبية واللقاحات. كما تسبب انخفاض الإنتاجية بسبب الإجازات المرضية وتراجع الأداء الوظيفي. تقدّر الخسائر الاقتصادية العالمية بمليارات الدولارات سنويًا، ما يجعل الوقاية والتطعيم استثمارات حيوية لتخفيف هذه الآثار.
تتسبب فيروسات الشتاء، مثل الإنفلونزا الموسمية، في أضرار كبيرة على المستويين الصحي والاقتصادي سنويًا. على الصعيد البشري، تؤدي إلى إصابة ما بين 5% و20% من السكان في مختلف أنحاء العالم، مع تسجيل ما يصل إلى 650,000 حالة وفاة سنويًا بسبب المضاعفات المرتبطة بها، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كما تُقدر الخسائر الناتجة عن هذه الفيروسات بعشرات المليارات من الدولارات سنويًا. تشمل هذه الخسائر تكاليف الرعاية الصحية المباشرة من أدوية واستشفاء، بالإضافة إلى الخسائر غير المباشرة الناتجة عن غياب العمالة وانخفاض الإنتاجية. في الولايات المتحدة وحدها، تسبب الإنفلونزا الموسمية خسائر اقتصادية تتجاوز 87 مليار دولار سنويًا.. هذه الأرقام تعكس الحاجة الملحة لتعزيز الوقاية من فيروسات الشتاء من خلال التطعيم وتحسين التوعية الصحية.
ومع ابتداء فصل الشتاء، وانتشار متحورات فيروسية تصيب الجهاز التنفسي بالعديد من الأمراض وتؤدى لتداعيات خطيرة بصحة الإنسان ، تزداد تلك المخاطر الصحية التي تهدد كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، إذ يعد الجهاز المناعي لديهم أقل قدرة على مقاومة الفيروسات الموسمية وآثارها التى تضر باجهزة الجسم بشكل عام ، لذا، يصبح من الضروري اتخاذ مجموعة من المحاذير للحفاظ على صحتهم وحمايتهم من العدوى.
يأتي على رأس هذه المحاذير الواجب مراعاتها الحفاظ على النظافة الشخصية، من غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وتجنب لمس الوجه، خاصةً الأنف والفم، إلا بعد تنظيف اليدين، وتعزيز المناعة من خلال تناول غذاء متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل فيتامين "سي" والزنك، والحرص على شرب السوائل الدافئة التي تعزز صحة الجهاز التنفسي، وكذلك الوقاية من البرد، بارتداء الملابس الثقيلة المناسبة للطقس، وتجنب التعرض المباشر للرياح الباردة والحفاظ على دفء الجسم.
نؤكد هنا عل أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا، وتلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية، والذي يُعد خطوة فعالة في الوقاية من بعض الفيروسات الشتوية، وتقليل الاختلاط في الأماكن المزدحمة، والابتعاد عن الأماكن المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة، استخدام الكمامة عند التواجد في الأماكن العامة، مع حتمية المتابعة الطبية المنتظمة، من خلال مراجعة الطبيب بشكل دوري لمتابعة الحالة الصحية، والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
وفي إطار تعزيز الجهود الرامية إلى حماية كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، نقوم من خلال "مؤسسة فاتن فتحى للخدمات والرعاية الصحية" بالعديد من المبادرات المتميزة في هذا السياق، منها توفير الرعاية الصحية المنزلية، وإرسال فرق طبية متخصصة لإجراء الفحوصات الدورية، تقديم إرشادات صحية شخصية لتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى، وتنظيم حملات توعية/ من خلال عقد ندوات وورش عمل لتعريف الفئات المستهدفة بطرق الوقاية من فيروسات الشتاء، توزيع منشورات توعوية تحتوي على نصائح صحية وإرشادات للتعامل مع الأعراض الأولية.
إن التزام كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بتلك المحاذير، بالتوازي مع الدور الفعال الذي تقدمه المؤسسات الصحية مثل مؤسسة فاتن فتحي، يسهم في تقليل تأثيرات فيروسات الشتاء والحفاظ على صحة الجميع خلال هذا الفصل. لذا، تبقى الوقاية دائمًا هي الخطوة الأولى نحو حياة صحية وآمنة، مع التأكيد في النهاية على أهمية تعزيز الثقافة الصحية لدى الأفراد والمجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام وحملات التوعية ، مما يساعد في تقليل انتشار الأمراض الموسمية وتحقيق بيئة صحية آمنة.