جحيم لوس أنجلوس، البرق والجفاف واحتكاك الأشجار أبرز أسباب اشتعال حرائق الغابات كل عام
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا لوس أنجلوس منذ يومين حرائق غابات تزداد يومًا تلو الآخر، متسببة في أضرار كارثية، وذلك بسبب سرعة انتشارها.
وتسببت حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في مقتل عدد من الأشخاص، مما أدي إلي اتخاذ السلطات قرارا بإخلاء مناطق عدة، حيث تشعبت النيران بسبب الرياح إلى مساحات مترامية، الأمر الذي أدى إلى وصولها لأكثر من مليون مبنى، وقطع الكهرباء عن مناطق واسعة في الولاية.
حرائق الغابات تشتعل بشكل سنوي لهذا السبب
و تواجه مجموعة من المناطق حول العالم حرائق غابات بشكل سنوي، ولذلك أسباب عدة، منها أن يضرب البرق الأشجار الجافة أو الأرض، أو احتكاك أغصان الأشجار ببعضها أو الصخور، مما قد يولد شرارات تؤدي إلى نشوب الحريق، ومنها كذلك أسباب بشرية تتعلق عادة بالإهمال أو الحوادث الصناعية أو أعطال خطوط الكهرباء.
لكن انتشار تلك الحرائق يتعلق بالأساس بطبيعة الرياح في المنطقة، والأهم من ذلك مدى جفاف الأشجار، لأنه مع الجفاف تصبح الأوراق أكثر قابلية للاحتراق.
اقرأ أيضاً
- عاجل .. بولندا تعلن إغلاق قنصليتها في لوس أنجلوس بسبب حرائق الغابات
- عاجل.. كارثة جديدة تهدد 5 ملايين أمريكي بعد زلزال كاليفورنيا.. غضب تسونامي يقترب
- خبير يكشف 4 تأثيرات سلبية ناتجة عن التغير المناخي.. «نقص المياه العذبة»
- محمود بكر: مصر تشارك بوفد قوي للغاية في قمة تغير المناخ COP29
- مختص سياسات بيئية: قمة COP29 تنعقد في وقت تتصاعد فيه الأزمات العالمية
- دراسة حديثة تكشف أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تستهلك طاقة هائلة وتسبب انبعاث غازات واحتباس حراري
- لغز سرقة هواتف ”آيفون 16” المتكررة يثير الجدل في أمريكا
- ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في وفاة سائحين في اليونان
- العثور على 83 قردا نافقا في المكسيك بسبب الجفاف وحرائق الغابات
- المغرب يلجأ للذكاء الاصطناعي لمواجهة حرائق الغابات
- الصحة: المبادرات الرئاسية أكدت التزام الدولة المصرية بتدابير مكافحة السرطان
- بعد قليل.. محاكمة المتهمين في قضية رشوة مصلحة الجمارك
وتنتشر الحرائق عبر مسافات كبيرة عندما يتطاير جمرها وشررها لتحمله الرياح لتُزيد من رقعة انتشارها، وقد تنجم هذه الحرائق عن مجموعة من الأسباب الطبيعية مثل البرق أو عن إهمال الإنسان (مثل إلقاء أعقاب السجائر المشتعلة على الأرض.
ويعتمد انتشار حرائق الغابات على تضاريس الأرض والوقود المتاح الغطاء النباتي أو حطام الأخشاب والأحوال الجوية اتجاه الرياح وسرعتها ودرجة الحرارة، كما يمكن لحرائق الغابات أن تندلع في ثوانٍ معدودةٍ لتتحول إلى جحيم مستعر في غضون دقائق.
وكانت دراسات بحثية أن خطر حرائق الغابات الشديدة سيزداد بمعدل 10 أيام إضافية كل سنة، وفي بعض المناطق مثل السهول الكبرى الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، سيرتفع معدل الحرائق ليصبح أكثر من 40 يوما إضافيا كل سنة، معظمها سيكون في أشهر الربيع والصيف.
وإلى جانب ذلك، فإن بعض حرائق الغابات قد تمتد إلى أشهر الشتاء، حسب الدراسة، وبشكل خاص مع انخفاض معدلات الأمطار عن قبل؛ الأمر الذي يزيد من جفاف النباتات، وبالتبعية يسهل اشتعال الحرائق وانتشارها بها.
ولا يؤثر التغير المناخي على حرائق الغابات بسبب نقص الأمطار فحسب، بل تتسبب الموجات الحارة في تجفيف النبات لدرجة قصوى، مما يسهل اشتعاله، وهو ما يطيل أمد الحرائق وشدتها وانتشارها.
موسم طقس الحرائق
وتتعلق مشكلة أخرى في هذا السياق بطبيعة موسم الحرائق نفسه، الذي عادة ما يبدأ بمنطقة ما ثم ينتقل لأخرى، لكن مع التغير المناخي بات ممكنا أن تنشأ الحرائق بمعدلات أكبر في مناطق متفرقة وفي الوقت نفسه، وهو ما يضع أحمالا ثقيلة على موارد أي دولة ويمنعها من التصرف بفاعلية خلال موسم الحرائق.
ويمكن أن ترتفع درجات الحرارة العالمية وموجات الحر المتكررة وموجات الجفاف ستؤدي إلى زيادة احتمال نشوب حرائق الغابات من خلال تعزيز طقس الحرائق.
ومع الجفاف تخزن النباتات كمية أقل من الماء، وتنمو ببطء وتطلق كمّا أقل من بخار الماء إلى الجو، يؤدي ذلك إلى مزيد من تساقط الأوراق الجافة الخاصة بها، وموت الشجرة نفسها سريعا، وهو ما يوفر بيئة مناسبة لانتشار الحرائق، خاصة أن الحرائق تنتشر بصورة أكبر في غياب بخار الماء الموجود في الجو المحيط بها، الذي يعمل في الأساس على إخمادها إن بدأت.