شاهد .. تاريخ مهنة المسحراتي في مصر
تطورت مهنة المسحراتي من الدق على البيوت حتى الطبول بكلمات اعتدنا على سماعها "اصحى يا نايم.. وحّد الدايم.. رمضان كريم" ليجوب المسحراتى الشوارع والحوارى ليحس الناس على السحور .
وعرض برنامج "صباح الخير يامصر"، المذاع عبر فضائية "القناة الأولى"، اليوم الأحد، تقريرا تلفزيوينا يرصد تاريخ مهنة المسحراتي في مصر .
وبدأ التقرير بالجملة التي يرددها المسحراتية في رمضان لتنبيه المواطنينن بميعاد السحور، "اصحى يا نايم، اصحى وحد الدايم"، وقول نويت بكرة اتحييت، الشهر صايم والفجر قايم"، هذه الكلمات البسيطة تسكن القلوب وارتبطت عدن الجميع بفرحة شهر رمضان، وبخاصة الأطفال والتي أبدع في كتابتها الشاعر الكبير فؤاد حداد ولحنها وغناها الفنان الكبير سيد مكاوي.
وأشار إلى أن تلك الكلمات التي كانت عنوانا لشهر رمضان الكريم وأصبحت تراثا إسلاميا يرتبط بشهر الصيام، حيث بدأت قصة المسحراتي في مصر منذ ما يقرب من 12 قرنا مضى وتحديدا عام 853م، وكان والي مصر العباسي إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة ليلا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور، وكادت مهنة المسحراتي أن تندثر في بلاد المحروسة، إلى أنْ جاء العصر المملوكي وتحديدا في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، الذي عمل على إحيائها كتراث إسلامي.
وبدأت المهنة تتطور حيث تم تعيين صغار علماء الدين، للدق على أبواب البيوت لإيقاظ أهلها للسحور، ومع التطور التكنولوجي وظهور التلفزيون والراديو اندثرت مهنة المسحراتي، وفي محاولة لجذب الانتباه إليها قام المسحراتي بتدوين أسماء كل من يرغب في النداء عليه لإيقاظه.
ومع مرور الوقت بدأت المهنة تطرق أبواب الفنانين والشعراء أمثال بيرم التونسي وفؤاد حداد والفنان الراحل سيد مكاوي، والذين تولوا مهمة نقل تلك الوظيفة إلى شاشة التلفزيون وميكروفون الإذاعة، مستخدمين أحدث التقنيات لإيقاظ الناس على السحور.