«الإفتاء» تحذر من القتل الرحيم.. «تحرم عليه الجنة»
انس محمد قضية رأي عاميعاني البعض من أمراض شديدة وخطيرة تؤثر على صحتهم بشكل كبير، وتجعلهم في كثير من الأحيان ملازمين للألم الشديد، الذي لا يفارق جسدهم، ويجعلوهم يعيشون في عذاب مستمر، لذلك يرى البعض من الأطباء أنه في هذه الحالة «الموت الرحيم» خير للمريض من العيش بعذاب مستمر، لكن قد لا يعلم البعض ما حكم الدين الحنيف في القتل الرحيم.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، في فتوى رقم «639» عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء بتاريخ 9 ديسمبر 2004، إن القتل الرحيم بنوعيه، وهما أن يطلب المريض من الطبيب إنهاء حياته بسبب شدة ألمه أو إعاقته، أو يقرر الطبيب من تلقاء نفسه أنه من الأفضل لهذا المريض أن يموت على أن يعيش معاقًا أو متألمًا، يعدا في حقيقة الأمر انتحارا، أو قتل للنفس، وهو الأمر الذي حرمه الله إلا بالحق.
حكم الشرع القتل الرحيموأكد «الجمعة»، أن القتل الرحيم حرام شرعا، بل هو من أكبر الكبائر؛ مستهشدًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قَرْحَةٌ، فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا، فَلَمْ يَرْقَأ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ رَبُّكُمْ: قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّة» رواه البخاري ومسلمٌ واللفظ له.
وأوضح الدكتور على جمعة، أن المريض الذي يطلب من الطبيب إنهاء حياته بطريقةٍ أو بأخرى فإنه يعد منتحرًا والعياذ بالله عز وجل؛ فقد أخرج الشيخان في «صحيحيهما» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهوَ في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِهَا في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا» رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قَرْحَةٌ، فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا، فَلَمْ يَرْقَأ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ رَبُّكُمْ: قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّة» رواه البخاري ومسلمٌ واللفظ له، وغير ذلك من الأحاديث.
اقرأ أيضاً
- حصاد دار الإفتاء لـ 2023.. 1.6 مليون فتوى بينها 65% قضايا الأسرة
- قتل أبوه وأمه وأخوه.. قرار عاجل بشأن مرتكب جريمة دار السلام
- مفاجاة صادمة جيران المجني عليه في جريمة المعادي:” مكنش يعرف يموت فرخة”
- التحقيقات تفجر مفاجأة بشأن الضحية الـ4 فى «جريمة دار السلام»
- خطيبة هيثم ضحية مذبحة دار السلام الأسرية تكشف اللحظات الأخيرة في حياته
- «لا تنظر إلى ما يملكه غيرك».. آخر كلمات إحدى ضحايا مذبحة دار السلام
- مذبحة دار السلام.. النيابة تستمع لأقوال شهود العيان
- اعترافات صادمة من المتهم بقتل والديه وشقيقه في دار السلام
- النيابة تباشر التحقيق مع المتهم بقتل والديه وشقيقه وصديقه في دار السلام
- طعنات متفرقة وجثث متعفنة.. مناظرة جثث ضحايا «مذبحة دار السلام»
- سقوط عاطلين بحوزتهما حشيش وأستروكس بالمعصرة ودار السلام
- ما حكم الامتناع عن أداء صوته الانتخابي؟.. الافتاء توضح
واستكمل: أما إنهاء الطبيب حياة المريض لمصلحةٍ يراها مِن تلقاء نفسه، فإنه والعياذ بالله تعالى قتلٌ للنفس بغير حقٍّ؛ قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ الْجَمَاعَةَ» رواه البخاري.
واختتم «جمعة» مؤكدًا أن القتل الرحيم بشِقَّيْهِ لا يجوز شرعًا، وهو من الكبائر؛ كما جاء في جملة أحاديث عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى الأطباء أن يعلموا أنه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، فمهما طلب المريض مثل هذا المطلب فلا يستجيبون له ولا يقتلون النفس بغير حقٍّ.