خلال لقائه الرمضاني ”كل يوم فتوى”..”مفتي مصر”: المسلم الحق ينبغي أن يكون مؤمنا بالأمل ومستشرفا للمستقبل
سماح رضاقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن المسلم الحق ينبغي أن يكون صابرا على مختلف المتاعب وشتى التحديات، مؤمنا بالأمل ومستشرفا للمستقبل، وموقنا بما عند الله تعالى الذي بشرنا بأن بعد العسر يسرا وأن الفرج يعقب الضيق والكرب; ووعد الله تعالى أهل الاستقامة بالبشرى في قوله: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون [فصلت: 30].
يأتى ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "كل يوم فتوى" ، الذي عرض على احدى القنوات الفضائية، مضيفا فضيلته أن الحاجة تشتد في هذه الآونة من عمر الأمة الإنسانية إلى صناعة الأمل وحسن العمل باعتبارهما من أهم محاور صناعة شخصية الإنسان المعاصر وسمات تكوينه; فالأمل هو ضرورة إنسانية بدونها تفقد الحياة قيمتها ولا يعرف الإنسان مقصود وجوده، والغاية من وراء صبره على التحديات، وتحمله للشدائد والمحن، وحرصه على تحقيق أهدافه وتطلعاته المختلفة.
وأضاف المفتي أن شهر رمضان المبارك يعد فرصة عملية حقيقية لإعادة صياغة الإنسان المسلم وترتيب برنامجه دنيويا ودينيا بطريقة حكيمة تمده بالأمل، وحسن العمل، ومراعاة القيم، و الالتزام بضوابط الأخلاق، وترك اليأس والعجز، وذلك بالعزم على مواجهة التحديات والإصرار على النجاح واستشراف ما في المستقبل; فعبادة الصوم من أجمع العبادات التي تؤسس ذلك لدى المسلم، مع ضبط سلوكه وممارساته حسيا ومعنويا بالضوابط والأخلاق والقيم; حيث يطلب منه وجوبا الامتناع عن المفطرات، مع حثه على الاجتهاد في التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح بأنواعه المختلفة; رغبة في الحصول على العطايا الربانية والنفحات الإلهية.
ويؤكد مفتي الجمهورية أن الأمل صنو الإيمان وقرينه، من فقده فقد إيمانه بربه، وضاعت ثقته بقدرة مولاه سبحانه، وفي المقابل فإن اليأس صنو عدم الإيمان لأنه سوء ظن بالله، قال الله تعالى آمرا المؤمنين بعدم اليأس ومحذرا منه: ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون [يوسف: 87].