بعد تصريحات إيناس الدغيدي.. ماذا قال الأزهر عن المساكنة؟
أثارت تصريحات المخرجة إيناس الدغيدى الأخيرة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما كشفت في حلقة أمس في برنامج «القرار» عبر قناة «الغد»، أنها ساكنت زوجها قبل الزواج، وظلت تحبه 9 سنوات.
والمقصود بالمساكنة هو معاشرة الرجل للمرأة معاشرة الأزواج ولكن دون زواج لمدة من الوقت، وبعدها يقرران إذا كانا يكملان العلاقة بالزواج أو اتخاذ القرار بإنهاء العلاقة.
مركز الأزهر العالمي للفتوى قال إن الدعوات البائسة إلى ما يسمى «المساكنة» تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة.
وأوضح المركز - في بيان سابق له عبر صفحته الرسمية على«فيس بوك»- أن الإسلام أحاط علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، في شمول بديع لا نظير له.
ويُحرِّم الإسلام العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا»، ومن صِورِها ما سمي بـ«المساكنة».. التي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلام، وفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.
اقرأ أيضاً
- أسامة قابيل: المساكنة خطة مخلة بالشرف هدفها هدم القيم
- شقيقة سعاد حسني: إيناس الدغيدي لا تقرأ ولا تعرف الحقيقة
- إليسا في ”بيت السعد”: أحببت مسلما ولست ضد المساكنة
- إيناس الدغيدي لـ أميرة بدر: أنا من المخرجين أصحاب الفكر وطول عمري عندي قضية بدافع عنها
- ايناس الدغيدي: يسرا قالتلي مش عايزة اتباس إلا من أحمد عز (فيديو)
- إيناس الدغيدي تكشف عن سبب ابتعادها عن الإخراج لمدة 14 عاما
- إيناس الدغيدي : بحب جوزي لغاية النهاردة وانفصلنا قبل وفاته عشان كبرنا
- إيناس الدغيدي: رفضت أحمد عز أول مرة لأنه مش مناسب سنًا ويسرا اختارته عشان يبوسها
- إيناس الدغيدي: أنا شخصية ربنا خلقها عكس الناس وجوزي غير ديانته ووالدي رفضه
- ميار الببلاوي: دعيت على إيناس الدغيدي في الحرم بسبب مشاهدي بفيلم ”ديسكو ديسكو”
- بين القبول والرفض.. التفاصيل الكاملة لزواج «المساكنة» بعد إثارته الجدل
- غدًا.. رانيا يوسف ضيفة الإعلامية بسمة وهبة في برنامج العرافة
وأضاف البيان: العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية.. إلخ؛ - بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف، يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير.
الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدي مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع في صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ في مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالى فاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة في الدنيا والآخرة، وساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. [الإسراء: 32]
ولا ينحصر تحريم هذه الكبيرة على المسلمين فقط؛ ففي الوصايا العشر: «لا تزن».
كما أِوضح البيان أن عقد النقاشات حول قبول المساكنة على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.
كما أن طرح دعوات صريحة توجّه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، يُحطِّم كثيرًا من حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، الذي هو حجر الزاوية في المجتمعات وركنها الركين، مما يُنذر بخطر الاجتراء على حدود الله ومحارمه.
وتقديم المساكنة للمجتمع في صورة بديل الزواج أو مُقَدِّمةٍ له بزعم تعرّف كلا الطرفين على الآخر؛ إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة والمجتمع حقوقيًّا وأخلاقيًّا، ودينيًّا، واختزال لعلاقة الزواج الراقية بين الرجل والمرأة في متعة زائفة، واعتداء على كرامة المرأة، وإهدار لحقوق ما ينتج عن هذه العلاقة من أولاد، فالبدايات الفاسدة لا تثمر إلا الفاسد الخبيث.
وتابع البيان: الجرأة في طرح الجرائم اللاأخلاقية، والسعي لتطبيع هذا النوع من العلاقات الشّاذة والمحرّمة، من خلال خطط شيطانية ممنهجة، تعصف بقيم الفطرة النقية، وتستهدف هدم منظومة الأخلاق، ومَسْخ هُوِيَّة الأفراد، وتعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها؛ هذه الجرأة جريمةٌ مستنكرة ممن لا يقيمون وزنًا لهدي السماء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.
يشد الأزهر الشريف على أيدي الآباء والأمهات، والمُؤسسات الثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء تعزِّز قِيَمَ الآداب والفضائل الأخلاقيَّة والدِّينية القَويمة والرَّاقية، وتُحَصِّنهم من الوقوع في مستنقعات الشّهوةِ والرَّذيلة.
ويهيب الأزهر الشريف بأصحاب الرأي والفكر والإعلام أن يكونوا على حذرٍ من استغلال منابرهم في الترويج لمثل هذه الدّعوات الهابطة والتى تضمنها المساكنة؛ عن عمدٍ أو غير عمدٍ؛ لنشر فتنة أو رذيلة تعبث باستقرار المجتمعات وأبنائها، وتروج للفواحش المنكرة، والأفكار الوافدة، التي تحاول النيل من ثوابت ديننا الحنيف، وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.