لـ 18 مارس.. تأجيل محاكمة طبيب التخدير المتهم في وفاة طفل الإسكندرية
سماح رضايذكر أنه قد تلقى مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة أول الرمل، حول ورود بلاغًا من أسرة طفل يفيد تعرض نجلهم لحالة إهمال طبي داخل أحد المراكز الطبية، أثناء إجراء جراحة "مُنظار"، وفارق الحياة.
وأجلت محكمة جنح أول الرمل في الإسكندرية، يوم السبت، محاكمة الدكتور "ت.غ"، أستاذ التخدير بكلية الطب جامعة الإسكندرية؛ والمتهم فيها بالمسؤولية عن وفاة الطفل "أ.أ" البالغ من العمر سنة و7 أشهر، في أثناء تعرضه لإجراء عملية جراحية "منظار" داخل مستشفى "د.ال" الخاصة، لجلسة 18 مارس القادم، لحين ورود تقرير الطب الشرعي.
وأخلت المحكمة المنعقدة بجلسة مغلقة بمجمع محاكم محمد كريم، سبيل الطبيب بكفالة مالية قدرها 50 ألف جنيه، خلال الجلسة السابقة، وأحالت التقارير الطبية الخاصة بالقضية والتي تحمل رقم 2840 لسنة 2022 والمقيدة برقم 779 لسنة 2022 طب شرعي، للجنة ثلاثية من القاهرة.
وجاء ذلك بعدما طالب محامي الطبيب ببراءته، وانتفاء تهمة القتل الخطأ عنه، محملًا أسرة الطفل مسؤولية الإهمال، قائلًا: "الطفل تعرض لحادث سقوط مكتبه عليه قبل الحادث بمدة 4 أشهر؛ مما أثر على منطقة الصدر، بجانب تركهم الطفل يبتلع فولا سودانيا رغم صغر سنه فاستقر في مجرى الرئة التنفسي".
اقرأ أيضاً
- جريمة البامبرز.. قصة وفاة الطفلة «بسملة» في حلوان: أمها أهملت في رعايتها
- الطب الشرعي يحسم قضية إيمان وسجدة في مناقشة استمرت 8 ساعات أمام الجنايات
- النائب العام يأمر بإحالة صيدلانية وعاملة لديها للجنايات لتسببهما في وفاة الطفلتين سجدة وإيمان بالإسكندرية
- أسرة الطالبة منة ضحية مدرسة العجوزة تكشف اللحظات الأخيرة قبل وفاة ابنتهم
- عاجل|وفاة الطفلة «بسملة» ضحية ضرب مدرس بالدقهلية
- اليوم.. الجنايات تنظر أولى جلسات محاكمة الطبيب المتسبب في وفاة وائل الإبراشي
وفي المقابل، طالب محامي أسرة الطفل هيئة المحكمة، بتشكيل لجنة ثلاثية من كبار الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي؛ لإعداد تقرير "طبي" شامل عن ملف القضية، والادعاء بالحق المدني، لوجود خطأ وضرر وعلاقة سببية.
وأحالت النيابة العامة الطبيب إلى المحكمة، بعد حبسه احتياطيًا على ذمة التحقيقات، عقب تسلمها تحريات المباحث، وسؤال أسرة الطفل، وأفراد الطاقم الطبي المنوط بهم حضور إجراء العملية، وتحفظت على كاميرات المراقبة بالمستشفى.
وتلقت النيابة تقرير الطب الشرعي الخاص بجثة الطفل، حيث حمل طبيب التخدير المسؤولية الجزئية عن الوفاة إثر عدم تعامله مع ما حدث من مضاعفات للحالة وفق الأصول الطبية السليمة المتعارف عليها؛ مما أدى إلى تفاقم حدة تلك المضاعفات بانخفاض الأكسجين في الدم، وارتفاع ثانٍ أكسيد الكربون، فأدى إلى تأخير عودة الدورة الدموية وصولًا للوفاة.
وأكد التقرير، تنشيط القلب باستخدام الأدرينالين بطريقة مخالفة للمتعارف عليها بالمراجع الطبية، وقد يكون ذلك ناتجًا عن التوتر والاستعجال، ومع تغيير الأنبوب الحنجري ووضعه بالمكان الصحيح بالقصبة الهوائية تحسنت القياسات واستجاب القلب للإنعاش، ويُحسب لطبيب التخدير تواجده المستمر بجانب المريض وبذل أقصى الجهد والعلم قدر طاقته في محاولة الإنعاش القلبي الرئوي.
وورد بالتقرير، أن هبوط نسبة الأكسجين بالدم، وتوقف عضلة قلب الطفل نتج بعد حدوث تشنج بالحنجرة وعدم إمداد الرئتين بالأكسجين أثناء منظار الألياف الضوئية المرن عن طريق القناع الحنجري أو "تنبيب" القصبة الهوائية، مع زوال تأثير التخدير، مما أثر بالسلب على حياته، وهي أسباب محتملة للمساعدة على الوفاة.
وأشار التقرير، إلى أن وفاة الطفل بسبب حدوث شرقة بـ"الفول السوداني" قبل 12 يومًا سابقين على التدخل الجراحي، وضاعفه حدوث التهاب رئوي شعبي حاد بالرئة اليسرى، مما استدعى إجراء منظار شعبي له، تضاعف بحدوث نقص نسبة الأكسجين بالدم، وزيادة حموضة الدم، وتوقف عضلة القلب، وارتفاع ثاني أكسيد الكربون، والذي أدى بدوره إلى تأخير عودة الدورة الدموية التلقائية.
ولفت التقرير، إلى أن ما حدث للطفل من تدخل طبي تمثل في إجراء منظار شعبي، تم وفق الأصول الطبية السليمة المتعارف عليها، وما حدث من مضاعفات تمثلت في نقص نسبة الأكسجين وهبوط بضربات القلب، وهي من المضاعفات الوارد حدوثها.
وأوضح أن ما حدث للطفل قبل وأثناء التدخل الجراحي تخديريًا كان وفق الأصول الطبية السليمة المتعارف عليها، وتكمن المشكلة في التعامل مع المريض بفترة ما بعد التداخل الجراحي والمسئول عنها هو طبيب التخدير، ويوجد تضارب في الأقوال بين الاكتفاء، وطلب إنهاء التدخل الجراحي عن طريق المنظار الشعبي الصلب، ثم السماح بدخول المنظار المرن.
ورجح التقرير، أن ما حدث للطفل المتوفى جاء عقب انتهاء التدخل الجراحي بواسطة المنظار الشعبي الصلب، وأثناء تعافيه من التخدير، ومحاولة إدخال المنظار المرن، حيث تعرض لتشنج بالحنجرة، فتم إدخال الأنبوبة الحنجرية بالخطأ في المريء.
وفي ذات الوقت، رأى التقرير أن الإجراءات الطبية المتبعة من قبل طبيب الأطفال ويدعى "ن.ف"، وطبيب جراحة القلب والصدر "و.ع"؛ كان لها ما يبررها طبيًا، وتمت وفق الأصول الطبية السليمة، ولا يوجد فنيًا ما يمكن الاستناد إليه للقول بوجود ثمة خطأ ولو بنسبة ضئيلة لأي منهما.
وأشار التقرير، إلى أن الرئة اليسرى تزن 129 جراما وأبعاد 9×6×5 على غير الطبيعي بأن يكون وزن رئة الطفل اليسرى 64 جراما، فيما تزن الرئة اليمنى 42 جراما وبأبعاد 7×5×3، فضلًا عن مشاهدة جسم غريب داخل القصبة الهوائية "سرة الرئة اليسرى"، على عكس ما قاله الطبيب المعالج والجراح بأنهم أزالوا "فول سوداني".
وسبق وأصدر قسم جراحة الأطفال بكلية الطب جامعة الإسكندرية، بيانا، يفيد بأن طبيب التخدير "المتهم" عضو هيئة تدريس ومسؤول التخدير بالقسم، شارك وأشرف على تخدير حالات معقدة لأطفال "مبتسرين، وحديثي ولادة، وناقصي نمو، وبهم عيوب خلقية"، بصورة دورية على مدار 20 عامًا، وخدرَ خلالهم أصعب الحالات بمتوسط 2000 مريض في العام.